قوله صلى الله عليه وسلم: «فَلَوْ
جَهِدَتْ الْخَلِيقَةُ عَلَى أَنْ يَضُرُّوك لَمْ يَضُرُّوك إلاَّ بِشَيْءِ
كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْك». أي: اعتمد على الله، واعلم أنه لن يضرك أحد إلا
بقضاء الله وقدره.
قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ
اسْتَطَعْت أَنْ تَعْمَلَ لِلَّهِ بِالرِّضَا مَعَ الْيَقِينِ فَافْعَلْ».
الرضا عن الله مع اليقين والإيمان الصادق.
قوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ
لَمْ تَسْتَطِعْ فَإِنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا».
الصبر لا شك أنه رأس الدين، والصبر: حبس النفس عن الجزع والتسخط، فالذي ليس
عنده صبر ليس عنده دين؛ لأنه لا يستمر إلا مع الصبر، والصبر مع الدين بمنزلة الرأس
من الجسد، فالجسد الذي ليس له رأس ليس فيه حياة، كذلك الدين الذي ليس معه صبر،
فإنه دين ميت لا يستمر؛ لأن الصبر هو الذي يحملك على الثبات على الدين، وتتحمل
الأذى، قال تعالى: ﴿وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلۡحَقِّ
وَتَوَاصَوۡاْ بِٱلصَّبۡرِ﴾ [العصر: 3]، فالذي ليس عنده صبر لا يستمر على المشاق،
أو على أذى الناس، أو على التعب.
قوله: «وَهَذَا الْحَدِيثُ مَعْرُوفٌ
مَشْهُورٌ». الحديث كما هو في «الأربعين
النووية»، وشرحه الإمام ابن رجب في «جامع
العلوم» شرحًا جيدًا وافيًا، وشرحه مختصرًا في رسالة مستقلة «نور الاقتباس في وصية النبي صلى الله عليه
وسلم لابن عباس».
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد