الخطيب أن هذا باطل، ولم
يثبت عن إبراهيم عليه السلام، فليس كل ما وجد في الكتب يُقرأ، بل لا بد من التثبت،
لا سيما الذي يُعلن للناس على المنابر، ويُذاع في الإذاعة.
قوله: «بَلْ الَّذِي ثَبَتَ فِي
الصَّحِيحِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ...». صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أن
إبراهيم عليه السلام لما قذفوه في النار قال: ﴿حَسۡبُنَا
ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ﴾ [آل عمران: 173]، حسبنا: أي: كافينا، وهذا دعاء من
الخليل عليه السلام، فماذا كانت النتيجة؟ ﴿قُلۡنَا
يَٰنَارُ كُونِي بَرۡدٗا وَسَلَٰمًا عَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِيمَ﴾ [الأنبياء: 69]،
كفاه الله شر هذه النار، فإبراهيم عليه السلام دعا في هذه الحالة، ولم يقل: «حَسْبِي مِنْ سُؤَالِي عِلْمُهُ بِحَالِي».
وقالها محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا في واقعة أحد لما حصل للمسلمين ما حصل من القتل والجراح، وانتهت المعركة، وقفل الكفار إلى مكة، وتشاوروا فيما بينهم وقالوا: نرجع ونستأصل بقية المسلمين، فأرسلوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم مندوبًا يخبره بأنهم سيرجعون إليهم، فالنبي صلى الله عليه وسلم استنفر الذين كانوا معه في أحد، وأكثرهم جرحى، ولم يستنفر غيرهم، فخرجوا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ونزلوا في مكان يُسمى حمراء الأسد، فلما علم المشركون بخروجهم أصابهم الرعب، وقالوا: ما خرجوا وإلا فيهم قوة. فهابوا أن يرجعوا، فولوا مدبرين ([1]). قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ﴾ أي: أبا سفيان ومن معه ﴿ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدۡ جَمَعُواْ لَكُمۡ فَٱخۡشَوۡهُمۡ فَزَادَهُمۡ إِيمَٰنٗا وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ وَنِعۡمَ ٱلۡوَكِيلُ ١٧٣فَٱنقَلَبُواْ بِنِعۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَفَضۡلٖ لَّمۡ يَمۡسَسۡهُمۡ سُوٓءٞ وَٱتَّبَعُواْ رِضۡوَٰنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ ذُو فَضۡلٍ عَظِيمٍ ١٧٤﴾ [آل عمران: 173، 174]، هذا ابتلاء وامتحان، ويجري على سادات الأولياء من الامتحان مثل هذا وأشد منه، ولكنهم يصبرون.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4077).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد