لإخوانه الأموات والأحياء، هذا هو المشروع؛ لأن المسلمين أمة واحدة، وجسد
واحد، فكما تدعو لنفسك تدعو لإخوانك.
قوله صلى الله عليه وسلم: «مَا
مِنْ رَجُلٍ يَدْعُو لأَِخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ...». إذا دعوت لأخيك وهو
غائب، فإن الملك يؤمن على دعائك، ويقول: ولك بمثله. فإن الله يعطيك من الثواب مثل
ما دعوت به لأخيك، فلهذا فيه فضل الدعاء للغير، ولا سيما الغائب.
قوله: «وَأَمَّا سُؤَالُ الْمَخْلُوقِ
الْمَخْلُوقَ أَنْ يَقْضِيَ حَاجَةَ نَفْسِهِ». سؤال الغير على أقسام:
أحدها: أن تسأل حقًّا لك عنده، كالزوجة تطلب النفقة من زوجها، والولد
الفقير يطلب النفقة من والده، فهذا حق واجب عليه، الفقير يسأل الغني من الزكاة
التي هي حق للفقير، أحد الرعية يسأل من ولي الأمر من بيت المال، هذا لا بأس به؛
لأن له حقًّا في هذا، فهو يسأل حقه، ولا بأس بذلك، وليس هذا من مذلة السؤال.
الثاني: سؤال العلم، قال الله جل وعلا: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ
أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43]،، فهذا
ليس فيه مذلة، وإنما فيه خير وبذل للعلم، وأنت تريد الهداية لنفسك، فلا بد أن تسأل
أهل العلم، وليس في ذلك مذمة، فلا تستحي من سؤال العلم.
الثالث: سؤال الناس الأموال التي ليس لك فيها حق، هذا هو المكروه، إلا عند
الحاجة الشديدة تزول الكراهة، ويجوز السؤال لما يزيل حاجتك وضرورتك من المال.
الرابع: سؤال الناس المحرم، وهو الذي يسأل الناس وهو غير محتاج، فتصير
حرفته التسول وهو غني ليس محتاجًا، وهذا حرام عليه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد