قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
سَأَلَ النَّاسَ أَمْوَالَهُمْ تَكَثُّرًا، فَإِنَّمَا يَسْأَلُ جَمْرًا
فَلْيَسْتَقِلَّ أَوْ لِيَسْتَكْثِرْ» ([1]). وجاء: «مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ،
حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ» ([2]). فيحرم سؤال أموال
الناس على من لا يستحق، وليس مضطرًّا.
والله جل وعلا قال: ﴿فَسَۡٔلُوٓاْ
أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 43] وأهل
الذكر هم أهل العلم، وقال لنبيه ﴿فَإِن
كُنتَ فِي شَكّٖ مِّمَّآ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ﴾ أي: القرآن ﴿فَسَۡٔلِ ٱلَّذِينَ
يَقۡرَءُونَ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلِكَۚ﴾ [يونس: 94]؛ لأن أحبار
اليهود والنصارى يعلمون أن القرآن حق، وأنه من الله سبحانه وتعالى، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: «لاَ أَشُكُّ، وَلاَ
أَسأَلُ» ([3]).
قوله تعالى: ﴿وَسَۡٔلۡ مَنۡ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رُّسُلِنَآ﴾ من الرسل السابقين ﴿أَجَعَلۡنَا مِن دُونِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ءَالِهَةٗ يُعۡبَدُونَ﴾ [الزخرف: 45]، هذا رد على المشركين الذين يعبدون غير الله سبحانه وتعالى، فكل الرسل، ينهون عن الشرك، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ﴾ [النحل: 36]، وقال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25]، فكل الرسل جاؤوا بالتوحيد، ونهوا عن الشرك، فالشرك لم يأت في شريعة نبي من الأنبياء، وإنما هو من عمل الشياطين، ولم يأتي في كتاب من كتب الله عز وجل المنزلة، لا في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في القرآن، وما وقع في الإنجيل من كون المسيح ابن الله،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1041).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد