أو ثالث ثلاثة، أو أن الله
هو المسيح ابن مريم، أو المخلص، هذا من تحريف النصارى، وكذلك ما وقع في التوراة من
تحريف اليهود ليس هذا هو الكتاب الأصلي، إنما هو تحريف لكلام الله سبحانه وتعالى
وزيادة ونقص وتلاعب بكتب الله.
قوله: «وَهَذَا لأَِنَّ الْعِلْمَ
يَجِبُ بَذْلُهُ، فَمَنْ سُئِلَ عَنْ عِلْمٍ يَعْلَمُهُ فَكَتَمَهُ أَلْجَمَهُ
اللَّه بِلِجَامِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ». سؤال العلم لا يُستحيى
منه، وهو حق للسائل، والعالم يجب عليه أن يجيب السائل؛ لأن هذا نشر للعلم، وعدم
إجابته كتمان للعلم، والله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ
لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ﴾ [البقرة: 159]،
فالواجب على العالم أن يُبين ويوضح للناس في كل المجالات: من الخطب، والدروس،
والمحاضرات، وفي وسائل الإعلام، ينشر العلم، ويبين للناس ما أعطاه الله سبحانه
وتعالى، فالعلم لا يخزن في الصدور، وإنما ينشر على الناس؛ لينتفعوا به، هذه مهمة
العالم. وقوله: «أَلْجَمَهُ اللَّه
بِلِجَامِ مِنْ نَارٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»، هذا وعيد شديد، وهذا مثل قوله
تعالى: ﴿وَإِذۡ أَخَذَ ٱللَّهُ
مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ لِلنَّاسِ وَلَا
تَكۡتُمُونَهُۥ﴾ [آل عمران: 187].
قوله: «وَهُوَ يَزْكُو عَلَى
التَّعْلِيمِ، لاَ يَنْقُصُ بِالتَّعْلِيمِ كَمَا تَنْقُصُ الأَْمْوَالُ
بِالْبَذْلِ». هذه ميزة العلم، أنه يزيد كلما أنفقت منه ولا ينقص، فكلما كثرت
الأسئلة والأجوبة زاد العلم، بخلاف المال، فالمال ينقص إذا أنفقت منه، فأعطيت هذا،
وأعطيت هذا، وأعطيت هذا.
فالعلم يزكو، وينمو بأحد أمرين:
الأول: إما بالعمل، فالعمل بالعلم ينميه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد