×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

الثاني: إما بنشر العلم وإجابة الأسئلة، فهذا ينمي العلم ويزيده، وينبه العالم على أشياء ما كانت تخطر بباله، لولا أن السائل سأل عنها.

قوله: «وَلِهَذَا يُشَبَّهُ بِالْمِصْبَاحِ». العلم يشبه بالمصباح يضيء لنفسه ولغيره، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَبْتَغِي فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ اللَّهُ بِهِ طَرِيقًا إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ المَلاَئِكَةَ لَتَضَعُ أَجْنِحَتَهَا رِضَاءً لِطَالِبِ العِلْمِ، وَإِنَّ العَالِمَ لَيَسْتَغْفِرُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ حَتَّى الحِيتَانُ فِي المَاءِ، وَفَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ، كَفَضْلِ القَمَرِ عَلَى سَائِرِ الكَوَاكِبِ، إِنَّ العُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَنْبِيَاءِ، إِنَّ الأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا إِنَّمَا وَرَّثُوا العِلْمَ، فَمَنْ أَخَذَ بِهِ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» ([1]). فالقمر يضيء الكون، وأما الكوكب وهو العابد، فلا يضيء إلا لنفسه، فالعالم مثل المصباح، ومثل القمر يضيء الكون للناس.

قوله: «وَكَذَلِكَ مَنْ لَهُ عِنْدَ غَيْرِهِ حَقٌّ مَنْ عَيْنٍ أَوْ دَيْنٍ كَالأَْمَانَاتِ...». فإذا كنت تسأل من حقك عند أحد، فليس هناك مانع، كوديعة، أو مال لك عنده، أو حق يجب عليه لك، كالنفقة ونحوها، فلا بأس بذلك؛ لأنك لا تسأله شيئًا من ماله، إنما تسأله حقك أنت، ولا تُذم في هذا.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (3641)، والترمذي رقم (2682)، وابن ماجه رقم (223)، وأحمد رقم (21745).