﴿وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلۡأَتۡقَى
١٧ٱلَّذِي يُؤۡتِي مَالَهُۥ يَتَزَكَّىٰ ١٨﴾ أي: ينفق في سبيل
الله ليزكي نفسه ويطهرها، ولم يقصد بهذا المكافأة من الناس لا بالدعاء ولا بغيره،
وإنما يقصد وجه ربه الأعلى، قال الله جل وعلا ﴿وَلَسَوۡفَ
يَرۡضَىٰ﴾ هذا وعد من الله أن يرضيه، وهذا عام في أبي بكر رضي
الله عنه وغيره، فالذي ينفق ينبغي له أن يخلص النية لله عز وجل، ولا يريد من الناس
مقابلة، لا بدعاء ولا بغيره، وإنما يريده من الله.
قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ
أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيْنَا فِي صُحْبَتِهِ وَذَاتِ يَدِهِ أَبُو بَكْرٍ وَلَوْ
كُنْت مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَْرْضِ خَلِيلاً لاَتَّخَذْت أَبَا بَكْرٍ
خَلِيلاً». أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على أبي بكر الصديق رضي الله عنه
بخصلتين عظيمتين:
الأولى: أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم من بعثته إلى وفاته، وهو يدافع عنه،
ويلازمه في أسفاره وحضوره.
الثانية: أنه كان ينفق ماله في سبيل الله عز وجل، لا سيما في الأزمات التي تنزل
بالمسلمين.
فأثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وعرف له منزلته، وهذا فيه إشارة إلى
استخلافه من بعده، وقوله: «وَلَوْ
كُنْت مُتَّخِذًا مِنْ أَهْلِ الأَْرْضِ خَلِيلاً لاَِتَّخَذْت أَبَا بَكْرٍ
خَلِيلاً» لم يمنعه من ذلك إلا أنه صلى الله عليه وسلم خليل الله، وخليل الله
لا ينبغي أن يتخذ خليلاً غير الله، فهذا فيه فضل أبي بكر الصديق رضي الله عنه. والشاهد
منه: أنه منَّ بماله على المسلمين، وفي مصالح المسلمين، وليس المن المراد به
طلب المدح، أو إيذاء الناس بأنه يعطيهم، وإنما المنَّ المراد به هنا كثرة العطاء.
قوله: «فَلَمْ يَكُنْ فِي الصَّحَابَةِ
أَعْظَمُ مِنْهُ مِنْ الصِّدِّيقِ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ». بنفسه: لأنه دافع
عن النبي صلى الله عليه وسلم، وصاحبه ولازمه،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد