وتعرض للأخطاء مع الرسول
صلى الله عليه وسلم؛ ليقي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه ويدفع عنه أذى قومه،
وهذا شيء معروف له. وبماله: لأنه كان ينفقه في الأزمات والحوائج.
قوله: «وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَعْمَلُ
هَذَا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَْعْلَى». قال تعالى ﴿يُؤۡتِي مَالَهُۥ
يَتَزَكَّىٰ﴾ [الليل: 18] هذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومن عمل
مثل عمله، ﴿وَمَا لِأَحَدٍ
عِندَهُۥ مِن نِّعۡمَةٖ تُجۡزَىٰٓ﴾ [الليل: 19]. لا يريد المقابلة من الناس، أو أنه يعطي
الناس لأنهم أحسنوا إليه، فكون الإنسان لا يحسن إلا إلى من أحسن إليه هذه مكافأة،
والفضل والشرف في الذي يحسن إلى الناس عمومًا؛ من أحسن إليه ومن لم يحسن إليه.
قوله: «فَلَمْ يَكُنْ لأَِحَدٍ عِنْدَ
الصِّدِّيقِ نِعْمَةٌ تُجْزَى». أي: لم يكن عند الصديق رضي الله عنه منَّةٌ
لأحد، فلم يكن يحتاج إلى الناس، ولا ينظر إلى ما في أيدي الناس، بل كان رضي الله
عنه يكتسب ويتجر ويعمل الأسباب لطلب الرزق؛ من أجل أن يستعين به على طاعة الله عز
وجل، فلم يكن عنده منَّةٌ لأحد استغناء بالله عز وجل. وهكذا ينبغي للمؤمن أن
يستغني بالله، ولا ينظر إلى الناس، وأيضًا: لا يقصر إحسانه على من أحسن إليه، بل
يحسن إلى من أحسن إليه، وإلى من لم يحسن إليه.
قوله: «فَإِنَّ أَجْرَ الرَّسُولِ فِيهَا
عَلَى اللَّهِ». الرسول صلى الله عليه وسلم له منَّة على جميع الأمة: على أبي
بكر الصديق رضي الله عنه، وعلى غيره، الله ورسوله أمنّ، قال تعالى: ﴿بَلِ ٱللَّهُ يَمُنُّ
عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحجرات: 17]،
فالمنة لله عز وجل ثم للرسول صلى الله عليه وسلم، فالرسول أحسن إلى الأمة؛ لأنه
دعاها إلى الإسلام، فله من الأجر مثل أجور من تبعه، كل من عمل عملاً صالحًا من هذه
الأمة من أولها إلى آخرها، فللرسول صلى الله عليه وسلم مثل أجره؛
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد