لأنه هو الذي دل الأمة على
ذلك، وكما قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الأَْجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لاَ
يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» ([1]). فكان صلى الله
عليه وسلم له من الأجر مثل أجور أمته.
وكل الرسل لم يدعوا قومهم وهم يرجون منهم نفعًا أو ثناءً، أو أن يدعوا لهم، بل دعوهم لوجه الله عز وجل، ولهذا تكرر في الآيات: ﴿وَمَآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ﴾، وكل رسول يقول لقومه: ﴿وَمَآ أَسَۡٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ﴾ [الشعراء: 109]، أي: لا أريد منكم أن تقابلوا دعوتي لكم بالمنفعة لي، بل أنا أريد المنفعة من الله عز وجل، وهكذا يجب على الداعية ألا يقصد من الناس نفعًا دنيويًّا ولا دينيًّا، وإنما يقصد من الله عز وجل، فهذا أخلص في العمل، وأخلص لوجه الله عز وجل، فالذي يدعو إلى الله يحتسب الأجر من الله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2674).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد