قوله: «فَهَذَا لَيْسَ مِنْ
الْمُقْتَدِينَ بِالرَّسُولِ الْمُؤْتَمِّينَ بِهِ فِي ذَلِكَ». فمن طلب
الدعاء من غيره، وقال: ادعُ لي. وهو لا يقصد إلا نفع نفسه فقط، فهذا ناقص، وفيه
حاجة للمخلوق - كما سبق - فإذا استدل بقول الرسول صلى الله عليه وسلم لعمر رضي
الله عنه: «وَلاَ تَنْسَنَا يَا أخِي مِن
دُعَائِكَ» لم يكن هذا دليلاً له؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقصد قصر النفع
على نفسه فقط، وإنما قصد أن ينتفع عمر رضي الله عنه بذلك الدعاء.
قوله: «وَهَذَا كُلُّهُ مِنْ سُؤَالِ
الأَْحْيَاءِ السُّؤَالَ الْجَائِزَ الْمَشْرُوعَ، وَأَمَّا سُؤَالُ الْمَيِّتِ
فَلَيْسَ بِمَشْرُوعِ لاَ وَاجِبٍ وَلاَ مُسْتَحَبٍّ؛ بَلْ وَلاَ مُبَاحٍ». هذا
التفصيل الذي مر وأطال فيه الشيخ كله في طلب الدعاء من الحي الحاضر، أما طلب
الدعاء من الأموات، فهو محرم؛ لأنه شرك بالله عز وجل.
قوله: «وَلَمْ يَفْعَلْ هَذَا قَطُّ أَحَدٌ مِنْ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِإِحْسَانِ». لم يكونوا يأتون إلى القبور ليطلبوا من أصحابها أن يدعوا ويستغفروا لهم، بل كانوا يأتون إلى القبور ليدعوا لأصحابها، ويستغفروا لأصحابها، لا أن يطلبوا من الأموات الاستغفار والدعاء، حتى مع أفضل الخلق محمد صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يأتون إلى قبره، ويقولون: يا رسول الله ادعُ لنا، استغفر لنا، لم يكونوا يفعلون هذا؛ لعلمهم أن هذا لا يجوز، وأنه شرك بالله عز وجل، مع أنهم كانوا يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موته الدعاء لهم بالسقيا، وغير ذلك من أمورهم، فلما مات توقفوا، فدل هذا على أنه لا يجوز أن يُطلب من الميت شيء أبدًا؛ لأنه قد انقطع عمله؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَثٍ» ([1]). وهذا يشمل كل بني آدم، وفيهم الأنبياء عليهم
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1010).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد