×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «إمَّا أَنْ يَكُونَ مَفْسَدَةً مَحْضَةً أَوْ مَفْسَدَةً رَاجِحَةً». محضة: أي خالصة، أو فيه نفع وخير لكن شره أكثر من خيره، فهذا غير مشروع؛ كما قال تعالى: ﴿يَسۡ‍َٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِۖ قُلۡ فِيهِمَآ إِثۡمٞ كَبِيرٞ وَمَنَٰفِعُ لِلنَّاسِ وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ [البقرة: 219]، فلما قال: ﴿وَإِثۡمُهُمَآ أَكۡبَرُ مِن نَّفۡعِهِمَاۗ دل على تحريمهما إلى أن جاء قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ [المائدة: 90]، فانقطع ما فيهما من النفع أصلاً، وصار ضررًا محضًا.

قوله: «فَقَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ مَا فَعَلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ طَلَبِ الدُّعَاءِ مِنْ غَيْرِهِ: هُوَ مِنْ بَابِ الإِْحْسَانِ إلَى النَّاسِ الَّذِي هُوَ وَاجِبٌ أَوْ مُسْتَحَبٌّ». ولم يأمره لحاجته صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، وإنما هو من باب الإحسان، من ذلك قوله: «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ»، وقوله: «سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ». وقوله لعمر: «لاَ تَنْسَنَا مِنْ صَالِحِ دُعَائِكَ». إنما قصده في ذلك كله نفع الناس بذلك.


الشرح