وَمَا لَمْ يَشْرَعْهُ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْعِبَادَاتِ الْمُبْتَدَعَةِ فِيهِ شِرْكٌ وَظُلْمٌ
وَإِسَاءَةٌ وَفَسَادُ الْعِبَادِ فِي الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ. فَإِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى أَمَرَ الْمُؤْمِنِينَ بِعِبَادَتِهِ وَالإِْحْسَانِ إلَى عِبَادِهِ
كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي
ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ [النساء: 36]، وَهَذَا أَمْرٌ بِمَعَالِي الأَْخْلاَقِ
وَهُوَ سُبْحَانَهُ يُحِبُّ مَعَالِيَ الأَْخْلاَقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا ([1]).
**********
الشرح
قوله: «وَمَا لَمْ يَشْرَعْهُ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ مِنْ الْعِبَادَاتِ الْمُبْتَدَعَةِ فِيهِ شِرْكٌ وَظُلْمٌ». ما
لم يشرعه الله فهو شرك وظلم، ولا يُقال: إن قصد صاحبه طيب، وهو يريد الخير. لأن
النية لا تكفي، بل لا بد أن يكون العمل موافقًا للشرع، وإلا كان بدعة، وكل بدعة
ضلالة، قصدها أو لم يقصدها، فنحن لا ننظر إلى المقاصد والقلوب، وإنما ننظر إلى ما
يوافق الشرع، فما وافق الشرع فهو توحيد وعدل، وما خالف الشرع فهو شرك وبدعة، هذا
هو الميزان.
قوله: «وَإِسَاءَةٌ وَفَسَادُ الْعِبَادِ فِي الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ». فيه نشر الشرك، وإفساد العقيدة، وغير ذلك من المحاذير، ففيه هدم للدعوة، وإعادة للشرك والبدع والمحدثات، والرسول صلى الله عليه وسلم إنما جاء لمحو الشرك والبدع والمحدثات.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد