والسؤال والشحاذة بمعنى واحد؛ لذا يقولون: الشحاذ. أي: السائل. فمهما أمكن أن يستغني الإنسان عن السؤال حتى ولو بالحرف الدنيئة، فلو يكون حجامًا مع أن الحجامة مكروهة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «كَسْبُ الْحَجَّامِ خَبِيثٌ» ([1]). أي: رديء، ومع هذا عمل الحجام أحسن من الشحاذة والسؤال؛ لأن الحجامة عمل، ويترفع به المسلم عن الحاجة، أما السؤال والشحاذة فذلة، فالحجام والحلاق أحسن حالاً، بل والكساح الذي يكنس الشوارع خير من السائل؛ لأن هذا يستغني بعمله وكسبه، وهذا يذل نفسه للناس.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1568).
الصفحة 4 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد