وَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ صلى
الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «إنَّمَا بُعِثْت لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ
الأَْخْلاَقِ» ([1]) رَوَاهُ
الْحَاكِمُ فِي «صَحِيحِهِ»، وَقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ صلى الله عليه
وسلم أَنَّهُ قَالَ: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى» ([2]). وَقَالَ:
«الْيَدُ الْعُلْيَا هِيَ الْمُعْطِيَةُ وَالْيَدُ السُّفْلَى السَّائِلَةُ» ([3])، وَهَذَا ثَابِتٌ
عَنْهُ فِي الصَّحِيحِ.
فَأَيْنَ
الإِْحْسَانُ إلَى عِبَادِ اللَّهِ مِنْ إيذَائِهِمْ بِالسُّؤَالِ وَالشِّحَاذَةِ
لَهُمْ ؟
**********
الشرح
قوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّمَا
بُعِثْت لأُِتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَْخْلاَقِ». هذا حديث ضعيف ([4])؛ ولهذا عبَّر الشيخ
بقوله «رُوِي»، وهكذا ينبغي لطالب
العلم، فالحديث الضعيف لا يُسند إلى الرسول صلى الله عليه وسلم على سبيل الجزم،
وإنما يُقال: رُوي، أو يُروى، أو ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم كذا وكذا.
قوله صلى الله عليه وسلم: «الْيَدُ
الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنْ الْيَدِ السُّفْلَى». هذا ذم للسؤال كما سبق، فاليد
السفلى هي الآخذة، وهي يد السائل، سماها سفلى، وسمى المعطية يدًا عليا، فهذا فيه
ذم لسؤال الناس.
قوله: «فَأَيْنَ الإِْحْسَانُ إلَى عِبَادِ اللَّهِ مِنْ إيذَائِهِمْ بِالسُّؤَالِ وَالشِّحَاذَةِ لَهُمْ؟». هذا عود على ما سبق من أن سؤال الناس مذموم، وينبغي الاستغناء عنه مهما أمكن، فإن فيه إيذاء للمسؤولين؛ لأنهم يكرهون الذي يأتي ويشحذ، فهم بطبيعتهم يستثقلونه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد