هو: ما جاء به وحده صلى
الله عليه وسلم، فلا يقبل الله إلا دين الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه
وسلم بعد بعثته، أما قبله فكل الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - وأتباعهم على
الإسلام، لكن بعد بعثة الرسول انحصر الإسلام فيما جاء به، فلا يجوز لأحد أن يقول:
أنا أتبع موسى، أو أنا أتبع عيسى، أو أنا أتبع النبي الفلاني بعد بعثة محمد صلى
الله عليه وسلم، حتى الأنبياء لو بُعث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأحد منهم
حي وجب عليه أن يتبعه. قال تعالى: ﴿وَإِذۡ
أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلنَّبِيِّۧنَ لَمَآ ءَاتَيۡتُكُم مِّن كِتَٰبٖ
وَحِكۡمَةٖ ثُمَّ جَآءَكُمۡ رَسُولٞ مُّصَدِّقٞ لِّمَا مَعَكُمۡ﴾ أي: محمد صلى الله
عليه وسلم، ﴿لَتُؤۡمِنُنَّ
بِهِۦ وَلَتَنصُرُنَّهُۥۚ قَالَ ءَأَقۡرَرۡتُمۡ وَأَخَذۡتُمۡ عَلَىٰ ذَٰلِكُمۡ
إِصۡرِيۖ﴾ أي: عهدي ﴿قَالُوٓاْ
أَقۡرَرۡنَاۚ قَالَ فَٱشۡهَدُواْ وَأَنَا۠ مَعَكُم مِّنَ ٱلشَّٰهِدِينَ﴾ [آل عمران: 81]،
ولهذا قال صلى الله عليه وسلم فيما يروى عنه: «فَإِنَّهُ لَوْ كَانَ مُوسَى حَيًّا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، مَا حَلَّ لَهُ
إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي» ([1]). ولذلك إذا نزل
المسيح عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان يتبع محمدًا صلى الله عليه وسلم، ويحكم
بدين الإسلام، ويكون مجددًا من المجددين لهذا الدين.
قوله: «وَهَذَا سَبِيلُ أَوْلِيَاءِ
اللَّهِ الْمُتَّقِينَ وَحِزْبِ اللَّهِ الْمُفْلِحِينَ وَجُنْدِ اللَّهِ
الْغَالِبِينَ». هذا سبيلهم، وهو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من عند
الله عز وجل.
قوله: «وَكُلُّ مَا خَالَفَ ذَلِكَ فَهُوَ مِنْ طُرُقِ أَهْلِ الْغَيِّ وَالضَّلاَلِ». كل ما خالف دين هذا الرسول فهو من طرق أهل الغي الذين عصوا الله على بصيرة، وأهل الضلال الذين يعبدون الله على غير علم.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (14631)، وأبو يعلى رقم (2135)، والبيهقي في الشعب رقم (179).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد