×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 قوله: «وَقَدْ نَزَّهَ اللَّهُ تَعَالَى نَبِيَّهُ عَنْ هَذَا وَهَذَا». أي عن الغي والضلال، قال تعالى: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ أي: محمد صلى الله عليه وسلم، فلا يعمل على غير علم ووحي من الله جل وعلا: ﴿وَمَا غَوَىٰ أي: لا يخالف ما أنزل الله عليه.

وقد أقسم سبحانه على ذلك في أول السورة فقال ﴿وَٱلنَّجۡمِ إِذَا هَوَىٰ، والله تبارك وتعالى يقسم بما شاء من خلقه، ﴿وَٱلنَّجۡمِ قيل: المراد به الثُّريا، وقيل: المراد به سائر النجوم؛ لأنها من آيات الله ﴿إِذَا هَوَىٰ أي: غاب، فطلوع النجوم ومغيبها من آيات الله؛ لأن الله يسيرها سبحانه وتعالى، فهي من آيات الله، ومن العبر، وقيل: ﴿إِذَا هَوَىٰ أي: رجم به الشيطان؛ لأن الشهب تنطلق من النجوم فتصيب الشياطين الذين يسترقون السمع، والمقسوم عليه ما هو؟ ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ [النجم: 1، 2]؛ أي: محمد صلى الله عليه وسلم، فهو يعمل على علم وبصيرة لا على جهل، ويدعوكم على علم وبصيرة لا على جهل: ﴿قُلۡ هَٰذِهِۦ سَبِيلِيٓ أَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِۚ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا۠ وَمَنِ ٱتَّبَعَنِيۖ [يوسف: 108]. ﴿وَمَا غَوَىٰ [النجم: 2] أي: لم يخالف ما أنزل الله عليه، ولم يزد عليه، ولم ينقص منه، بل أداه بأمانة صلى الله عليه وسلم، ولم يجحد منه شيئًا، ولهذا يقولون: لو كان محمد صلى الله عليه وسلم جاحدًا لشيء لجحد «سورة عبس» ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ١أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ٢ [عبس: 1، 2]؛ لأن فيها عتابًا للرسول صلى الله عليه وسلم.

قال: ﴿وَمَا يَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰٓ ٣ إِنۡ هُوَ إِلَّا وَحۡيٞ يُوحَىٰ ٤ [النجم: 3، 4]، وهذه شهادة من الله عز وجل، وتزكية لهذا الرسول صلى الله عليه وسلم، فهو لا يتكلم من عند نفسه، وإنما يتبع ما يوحى إليه، قال تعالى: ﴿قُلۡ إِن ضَلَلۡتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَىٰ نَفۡسِيۖ وَإِنِ ٱهۡتَدَيۡتُ فَبِمَا يُوحِيٓ إِلَيَّ رَبِّيٓۚ إِنَّهُۥ سَمِيعٞ قَرِيبٞ [سبأ: 50]،


الشرح