ضالون؛ لأنهم عبدوا الله
على جهل وضلال، فهذا الحديث نص في أن المغضوب عليهم اليهود، وأن المراد بالضالين:
النصارى، وهذا لا يقتصر على اليهود والنصارى، بل يشمل كل من عنده علم ولم يعمل به،
وكل من يعبد الله على جهل وضلال وخرافات وبدع ومحدثات، وإن كان سبب نزول الآية في
الفئتين أو في الأمتين؛ لأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
قوله: «وَقَالَ سُفْيَانُ بْنُ
عُيَيْنَة». سفيان بن عيينة أحد الأعلام من أوعية العلم، ومن علماء مكة،
وسفيان الثوري من علماء العراق، وكلاهما حبر في العلم.
قوله: «كَانُوا يَقُولُونَ: مَنْ فَسَدَ
مِنْ عُلَمَائِنَا فَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ الْيَهُودِ». أي: ليس هذا خاصًّا
باليهود، فمن فسد من علمائنا، أي: لم يعمل بعلمه، ففيه شبه من اليهود.
قوله: «وَمَنْ فَسَدَ مِنْ عُبَّادِنَا
فَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ النَّصَارَى». من فسد من العباد الذين يعبدون الله على
جهل، كالصوفية، وغيرهم، ففيه شبه من النصارى.
قوله: «احْذَرُوا فِتْنَةَ الْعَالِمِ
الْفَاجِرِ وَالْعَابِدِ الْجَاهِلِ». هذه مثل ما ذكر سفيان بن عيينة رحمه
الله، والمقصود به العالم الذي لا يعمل بعلمه، والفجور: هو الخروج عن طاعة الله عز
وجل، فهو فاجر خارج عن طاعة الله على بصيرة، وكذلك «الْعَابِدِ الْجَاهِلِ» الذي يعبد الله وهو مجتهد، ولكنه ليس على
علم، فهذا يخطئ أكثر مما يصيب، فاحذروا من فتنته، ولا تنظروا إلى عبادته، بل
انظروا إلى ما هو عليه، هل هو على علم أو ليس على علم؟ هل يعمل بعلمه أو لا يعمل؟
قوله: «فَإِنَّ فِتْنَتَهُمَا فِتْنَةٌ
لِكُلِّ مَفْتُونٍ». أي: فتنة هذين الصنفين -العالم الفاجر والعابد الجاهل-
أشد الفتن؛ فيُقال: هذا عالم، وهذا عابد، فيغتر الناس بهذين الصنفين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد