×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

 وَقَوْلُهُ: «مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْته إنَّك لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» ([1]).

**********

الشرح

قوله: «فَالْوَسِيلَةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ أَنْ تُبْتَغَى إلَيْهِ وَأَخْبَرَ عَنْ مَلاَئِكَتِهِ وَأَنْبِيَائِهِ أَنَّهُمْ يَبْتَغُونَهَا إلَيْهِ». في قوله تعالى: ﴿وَٱبۡتَغُوٓاْ إِلَيۡهِ ٱلۡوَسِيلَةَ [المائدة: 35]، التي كان الملائكة والأنبياء الذين يدعوهم المشركون يبتغونها من الله جل وعلا، هي: الطاعة والعبادة.

قوله: «هِيَ مَا يُتَقَرَّبُ إلَيْهِ مِنْ الْوَاجِبَاتِ والمستحبات». أي: من الطاعات الواجبة والفرائض، والمستحبات من النوافل.

قوله: «فَهَذِهِ الْوَسِيلَةُ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ بِابْتِغَائِهَا...». فالوسيلة: هي الطاعة الواجبة كالفرائض، أو المستحبة كالنوافل، وأما ما ليس بواجب ولا مستحب فإنه لا يكون وسيلة إلى الله سبحانه وتعالى.

قوله: «فَالْوَاجِبُ وَالْمُسْتَحَبُّ هُوَ مَا شَرَعَهُ الرَّسُولُ فَأَمَرَ بِهِ أَمْرَ إيجَابٍ أَوْ اسْتِحْبَابٍ». الواجب والمستحب هو ما دل القرآن والسنة على وجوبه أو استحبابه.

قوله: «وَأَصْلُ ذَلِكَ الإِْيمَانُ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ. فَجِمَاعُ الْوَسِيلَةِ الَّتِي أَمَرَ اللَّهُ الْخَلْقَ بِابْتِغَائِهَا هُوَ التَّوَسُّلُ إلَيْهِ بِاتِّبَاعِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ». أي: أن التوسل المشروع هو العبادة والطاعة، أو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، فاتباع الرسول وسيلة يُقرب إلى الله جل وعلا، قال تعالى على لسان الحواريين: ﴿رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّٰهِدِينَ [آل عمران: 53]،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (614).