×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

هكذا قال الحواريون؛ توسلوا إلى الله باتباعهم الرسول وهو عيسى عليه السلام، وفي آخر سورة «آل عمران» في دعاء أولي الألباب أنهم يقولون: ﴿رَّبَّنَآ إِنَّنَا سَمِعۡنَا مُنَادِيٗا يُنَادِي لِلۡإِيمَٰنِ أَنۡ ءَامِنُواْ بِرَبِّكُمۡ فَ‍َٔامَنَّاۚ رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرۡ عَنَّا سَيِّ‍َٔاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلۡأَبۡرَارِ [آل عمران: 193]، توسلوا إلى الله بإيمانهم بهذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي ناداهم ودعاهم إلى الإيمان، هذا هو التوسل إلى الله بالعبادة، وباتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته.

قوله صلى الله عليه وسلم: «سَلُوا اللَّهَ لِي الْوَسِيلَةَ»، هذا موضع ثالث من مواضع ذكر الوسيلة في السنة، فقد جاء في القرآن آيتان في التوسل، وجاءت السنة أيضًا بنوع من الوسيلة وهو المنزلة العالية في الجنة تُسمى بالوسيلة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في متابعة المؤذن: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاَةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ»، ما هي الوسيلة؟ قال صلى الله عليه وسلم: «فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ» يعني: هذه المنزلة «حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ»، يعني: أن الله يجزيه بأن يُشفع فيه الرسول صلى الله عليه وسلم.


الشرح