وَحِينَئِذٍ فَلَفْظُ
التَّوَسُّلِ بِهِ يُرَادُ بِهِ مَعْنَيَانِ صَحِيحَانِ بِاتِّفَاقِ
الْمُسْلِمِينَ وَيُرَادُ بِهِ مَعْنًى ثَالِثٌ لَمْ تَرِدْ بِهِ سُنَّةٌ.
فَأَمَّا
الْمَعْنَيَانِ الأَْوَّلاَنِ الصَّحِيحَانِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ:
فَأَحَدُهُمَا:
هُوَ أَصْلُ الإِْيمَانِ وَالإِْسْلاَمِ، وَهُوَ التَّوَسُّلُ بِالإِْيمَانِ بِهِ
وَبِطَاعَتِهِ.
وَالثَّانِي:
دُعَاؤُهُ وَشَفَاعَتُهُ كَمَا تَقَدَّمَ.
فَهَذَانِ
جَائِزَانِ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ.
وَمِنْ
هَذَا قَوْلُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه: «اللَّهُمَّ إنَّا كُنَّا
إذَا أَجْدَبْنَا تَوَسَّلْنَا إلَيْك بِنَبِيِّنَا فَتَسْقِينَا وَإِنَّا
نَتَوَسَّلُ إلَيْك بِعَمِّ نَبِيِّنَا فَاسْقِنَا» ([1]). أَيْ:
بِدُعَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ.
**********
الشرح
قوله: «وَحِينَئِذٍ فَلَفْظُ
التَّوَسُّلِ بِهِ يُرَادُ بِهِ مَعْنَيَانِ صَحِيحَانِ».
الأول: وهو ما جاء في القرآن؛ كما سبق.
الثاني: التوسل عند الصحابة رضي الله عنهم، وأن معناه طلب الدعاء من الحي الحاضر
عندهم.
وأما الإقسام على الله بمخلوق من خلقه فهذا لا يجوز، لا يجوز أن تقسم على الله بمخلوق، أو بحق مخلوق، أو بصلاح فلان. توسل إلى الله بعملك أنت، لا تتوسل إليه بعمل فلان؛ لأن عمل فلان له وليس لك، والله جل وعلا يقول: ﴿تِلۡكَ أُمَّةٞ قَدۡ خَلَتۡۖ لَهَا مَا كَسَبَتۡ وَلَكُم مَّا كَسَبۡتُمۡۖ﴾ [البقرة: 134]، لما كان اليهود يفتخرون بأنهم أولاد إبراهيم وإسحاق، ذكرَّهم الله جل وعلا يقول بأن هؤلاء الذين مضوا لهم عملهم، وأما هم فليس لهم إلا عملهم.
الصفحة 1 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد