قوله: «فَالسُّؤَالُ كَقَوْلِ
السَّائِلِ لِلَّهِ: أَسْأَلُك بِأَنَّ لَك الْحَمْدَ أَنْتَ اللَّهُ الْمَنَّانُ
بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَْرْضِ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِْكْرَامِ». أسألك
بأنك أنت الله، الباء سببية، وليست قسمًا على الله.
قوله: «وَأَسْأَلُك بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ
لَك سَمَّيْت بِهِ نَفْسَك أَوْ أَنْزَلْته فِي كِتَابِك أَوْ عَلَّمْته أَحَدًا
مِنْ خَلْقِك أَوْ اسْتَأْثَرْت بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَك». هذا من
التوسل بأسماء الله، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ
ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180]،
فهذا من التوسل بألوهيته سبحانه وتعالى وربوبيته ووحدانيته.
قوله: «فَهَذَا سُؤَالُ اللَّهِ
تَعَالَى بِأَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ وَلَيْسَ ذَلِكَ إقْسَامًا عَلَيْهِ».
إنما هو توسل إلى الله بأسمائه وصفاته.
قوله: «فَإِنَّ أَفْعَالَهُ هِيَ
مُقْتَضَى أَسْمَائِهِ وَصِفَاتِهِ». أفعاله كلها من أسمائه وصفاته، فالله جل
وعلا يخلق، ويرزق، ويرحم، ويغضب، ويعطي، كل هذا مقتضى أسمائه وصفاته سبحانه وتعالى.
وقول عائشة رضي الله عنها: «إنْ
وَافَقْت لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَاذَا أَقُولُ؟». ليلة القدر ليلة عظيمة نوه
الله بشأنها في القرآن، ويُستجاب فيها الدعاء، فعائشة رضي الله عنها سألت النبي
صلى الله عليه وسلم: إن وافقتها ماذا تقول؟ أي: بماذا تدعو؟ قَالَ قُولِي: «اللَّهُمَّ إنَّك عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ
فَاعْفُ عَنِّي». سألت الله باسمه العفو أن يعفو عنها، فهذا من التوسل على
الله جل وعلا بأسمائه.
الصفحة 4 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد