قوله: «وَأَمَّا قَوْلُهُ: «سَأَلْتُك بِاَللَّهِ أَنْ
تَفْعَلَ كَذَا» فَهَذَا سُؤَالٌ وَلَيْسَ بِقَسَمِ». فهو لم يقسم عليك بالله،
وإنما سألك بالإيمان بالله؛ لأنك مؤمن تؤمن بالله فتتعاطف مع أخيك المؤمن من باب
الإخوة في الله عز وجل.
قوله: «وَفِي الْحَدِيثِ: «مَنْ
سَأَلَكُمْ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ»». تعطيه من أجل تعظيم الله الذي سألك به،
والله جل وعلا قال في مطلع «سورة النساء»:
﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي
تَسَآءَلُونَ بِهِۦ﴾ [النساء: 1]، أي: يقول أحدهم للآخر: أسألك بالله أن
تعطني كذا.
قوله: «وَلاَ كَفَّارَةَ عَلَى هَذَا
إذَا لَمْ يُجَبْ سُؤَالُهُ». إذا قال: أسألك بالله، ولم تعطه ما سأل، فليس في
هذا كفارة؛ لأن قوله هذا ليس يمينًا.
قوله: «وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ
يَسْأَلُونَ اللَّهَ مُؤْمِنُهُمْ وَكَافِرُهُمْ وَقَدْ يُجِيبُ اللَّهُ دُعَاءَ
الْكُفَّارِ». الله يجيب الدعاء حتى ولو من الكافر، كما جاء في الأدلة أن
الكافر إذا كان مظلومًا، ودعا على ظالمه، فإن الله يجيب دعاءه، وكذلك يجيب دعاء
الكافر حال الضرورة، ﴿وَإِذَا مَسَّكُمُ
ٱلضُّرُّ فِي ٱلۡبَحۡرِ ضَلَّ مَن تَدۡعُونَ إِلَّآ إِيَّاهُۖ فَلَمَّا
نَجَّىٰكُمۡ إِلَى ٱلۡبَرِّ أَعۡرَضۡتُمۡۚ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 67]،
فكانوا يدعون الله مخلصين له الدين حال الضرورة، ولا يدعون غيره، وينسون ما
يشركون، فيستجيب الله دعاءهم.
قوله: «وَأَمَّا الَّذِينَ يُقْسِمُونَ
عَلَى اللَّهِ فَيُبِرُّ قَسَمَهُمْ فَإِنَّهُمْ نَاسٌ مَخْصُوصُونَ». ليس لكل
أحد، وإنما هو لخواص أولياء الله عز وجل الذين صدقوا مع الله عز وجل، كأنس بن
النضر، والبراء بن مالك.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد