كل شيء، وإنما المعنى أنه
لا يُستجاب له، كما في الرواية الأخرى: «وَمِنْ دَعْوَةٍ لاَ يُسْتَجَابُ لَهَا».
قوله: «وَمِنْهُ قَوْلُ الْخَلِيلِ فِي آخِرِ دُعَائِهِ ﴿إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [إبراهيم: 39] ».
أي: مجيب الدعاء، وليس القصد أنه يسمع الأصوات فقط، وإنما يسمع الصوت ويجيبه جل
وعلا.
قوله: «وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: ﴿وَفِيكُمۡ
سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ﴾ [التوبة: 47]. الله جل وعلا قال عن المنافقين: أي: من
المؤمنين من يتأثر بالمنافقين، فحذرنا الله جل وعلا من هؤلاء.
قوله: ﴿وَمِنَ ٱلَّذِينَ
هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ
يَأۡتُوكَۖ﴾ [المائدة: 41]،. قوله: ﴿سَمَّٰعُونَ
لِلۡكَذِبِ﴾ أي: مستجيبون للكذب ويقبلونه ﴿سَمَّٰعُونَ
لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ﴾ [المائدة: 41] من الكفار، أي: يستجيبون لهم، فيصرفونهم
عن الإيمان، فكل من اتبع مضلًّا من المضلين فقد استمع له، أي: استجاب له وتأثر به،
ومن هذا يؤخذ خطورة دعاء الضلال الذين يؤثرون على بعض الناس، فيقبلون منهم ما
يدعون إليه.
الصفحة 6 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد