وَلِهَذَا أُمِرَ
الْمُصَلِّي أَنْ يَقُولَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. أَيْ: اسْتَجَابَ
اللَّهُ دُعَاءَ مَنْ حَمِدَهُ فَالسَّمَاعُ هُنَا بِمَعْنَى الإِْجَابَةِ
وَالْقَبُولِ كَقَوْلِهِ صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِك مِنْ عِلْمٍ لاَ
يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لاَ
يُسْمَعُ» ([1]) أَيْ: لاَ
يُسْتَجَابُ. وَمِنْهُ قَوْلُ الْخَلِيلِ فِي آخِرِ دُعَائِهِ ﴿إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [إبراهيم: 39]،
وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى: ﴿وَفِيكُمۡ
سَمَّٰعُونَ لَهُمۡۗ﴾ [التوبة: 47]، وَقَوْلُهُ: ﴿وَمِنَ ٱلَّذِينَ
هَادُواْۛ سَمَّٰعُونَ لِلۡكَذِبِ سَمَّٰعُونَ لِقَوۡمٍ ءَاخَرِينَ لَمۡ
يَأۡتُوكَۖ﴾ [المائدة: 41]، أَيْ: يَقْبَلُونَ الْكَذِبَ
وَيَقْبَلُونَ مِنْ قَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوك، أَيْ: لَمْ يَأْتِكَ أُولَئِكَ
الأَقْوَامُ.
**********
الشرح
قوله: «وَلِهَذَا أُمِرَ الْمُصَلِّي
أَنْ يَقُولَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. أَيْ: اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَ
مَنْ حَمِدَهُ». المراد به: أن الله يسمع الأصوات كلها، ولا يخفى عليه منها
شيء، وهذا اسم وصفة من صفاته، ويحتمل «سَمِعَ»
بمعنى: استجاب، فإذا جاءت اللام بعده، فهو بمعنى الاستجابة «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ» أي: استجاب لمن حمده، وإلا فهو يسمع
كل الأصوات من الحامد وغير الحامد، ولكن هذا سماع خاص بمعنى استجاب لمن حمده.
قوله: «فَالسَّمَاعُ هُنَا بِمَعْنَى
الإِْجَابَةِ وَالْقَبُولِ». ويأتي السماع أيضًا بمعنى سماع الأصوات والدعوات.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «أَعُوذُ بِك مِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ». الشاهد في قوله: «دُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ»، هل الله لا يسمع أصوات الداعين؟ لا، بل الله جل وعلا يسمع
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2722).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد