والإماتة، والقيوم يتضمن
كل أفعال الإلهية، وأحوال العباد كلها تتعلق بالألوهية.
القيوم، وفي قراءة «القَيَّام»،
مبالغة من قيامه بأمور خلقه سبحانه وتعالى، فهو القائم على كل نفس بما كسبت، وهو
القائم بأحوال عباده، والقيوم صيغة مبالغة من القيام، وهو الذي قام بنفسه فلم يحتج
إلى أحد، وأقام غيره فاحتاج كل أحد إليه سبحانه وتعالى.
قوله: «وَلِهَذَا كَانَ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم يَقُولُهُ إذَا اجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ». كان صلى الله عليه
وسلم إذا اجتهد في الدعاء وألح يقول: «يا
حي يا قيوم»؛ لعظم هذين الاسمين من بين الأسماء والصفات.
قوله: «فَإِذَا سُئِلَ الْمَسْئُولُ
بِشَيْءِ - وَالْبَاءُ لِلسَّبَبِ - سُئِلَ بِسَبَبِ يَقْتَضِي وُجُودَ الْمَسْئُولِ».
سبق أن الباء تحتمل أنها للقسم، وتحتمل أنها للسببية، فإذا كانت للقسم فلها حكم
الحلف، وإذا كانت للسببية فلا تقتضي الحلف.
قوله: «فَإِذَا قَالَ: أَسْأَلُك
بِأَنَّ لَك الْحَمْدَ أَنْتَ اللَّهُ» الباء هنا سببية، «الْمَنَّانُ» أي: المعطي، والمن هو العطاء، والذي يمن هو الله جل
وعلا، قال تعالى: ﴿بَلِ ٱللَّهُ
يَمُنُّ عَلَيۡكُمۡ أَنۡ هَدَىٰكُمۡ لِلۡإِيمَٰنِ﴾ [الحجرات: 17]، فهو
الذي يمن بالعطاء، وهو الذي يعطي سبحانه وتعالى.
قوله: «وَكَوْنُهُ مَحْمُودًا هُوَ
يُوجِبُ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُحْمَدُ عَلَيْهِ وَحَمْدُ الْعَبْدِ لَهُ سَبَبُ
إجَابَةِ دُعَائِهِ». كونه جل وعلا له الحمد يدل على استحقاقه له بأفعاله،
فالحمد هو الثناء على الله جل وعلا بأفعاله، فالله جل وعلا يُحمد لذاته، ويُحمد
لأفعاله، ولأسمائه وصفاته.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد