قوله: «وَقَالَ نُوحٌ»، وهذا نوح
عليه السلام أول الرسل، وعده الله جل وعلا أن ينجيه وأهله، فلما غرق ابنه مع
الكفار سأل ربه وقال ﴿رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِي
مِنۡ أَهۡلِي﴾ [هود: 45]، فعاتبه الله جل وعلا وقال: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ مِنۡ
أَهۡلِكَۖ﴾ [هود: 46]، أي: ليس من أهلك الناجين، ولا ينفع الكافر
كونه ابنًا لنبي، أو أبًا لنبي، فالكافر لا ينفعه قرابته من النبي؛ لما هو عليه من
الكفر، فقال: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ
مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ﴾ - وفي قراءة: «إِنَّهُ عَمِلَ غَيْرُ صَالِحٍ» - ﴿قَالَ يَٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَيۡسَ
مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَيۡرُ صَٰلِحٖۖ فَلَا تَسَۡٔلۡنِ مَا لَيۡسَ لَكَ
بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّيٓ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ ٤٦قَالَ رَبِّ
إِنِّيٓ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسَۡٔلَكَ مَا لَيۡسَ لِي بِهِۦ عِلۡمٞۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ
لِي وَتَرۡحَمۡنِيٓ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٤٧﴾ [هود: 46، 47].
الشاهد: أنه دعا ربه بقوله: «رب».
قوله: «وَقَالَ إبْرَاهِيمُ». دعوات
إبراهيم عليه السلام كلها مصدرة بقوله: «ربنا»، ومن ذلك: ﴿رَّبَّنَآ
إِنِّيٓ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي﴾ [إبراهيم: 37]، ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي
مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ﴾ [إبراهيم: 40].
قوله: «وَقَدْ كَرِهَ مَالِكٌ، وَابْنُ
أَبِي عِمْرَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمَا أَنْ يَقُولَ
الدَّاعِي يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي وَقَالُوا: قُلْ كَمَا قَالَتْ
الأَْنْبِيَاءُ: رَبِّ رَبِّ». أي: كره مالك بن أنس، وبعض الشافعية أن يدعو،
فيقول: يا سيدي يا سيدي، ويعدل عن قوله بأن يقول: يا رب يا رب.
قوله: «وَاسْمُهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
يَجْمَعُ أَصْلَ مَعَانِي الأَْسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ». الحي القيوم قيل: هذا
هو اسم الله الأعظم الذي إذا سُئل به أجاب، وإذا سُئل به أعطى، فهما اسمان يتضمنان
كل الأسماء والصفات، فالحي يتضمن كل أفعال الربوبية من: الخلق، والرزق، والإحياء،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد