قولهم ﴿رَبَّنَا فَٱغۡفِرۡ
لَنَا﴾. الفاء سببية، أي: اغفر لنا بسبب إيماننا، وهذا توسل
إلى الله بالعمل الصالح وهو الإيمان.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّهُۥ كَانَ
فَرِيقٞ مِّنۡ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَآ ءَامَنَّا فَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَا
وَأَنتَ خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾ [المؤمنون: 109]. توسلوا إلى الله جل وعلا بإيمانهم،
وتوسلوا إلى الله بأسمائه وصفاته ﴿وَأَنتَ
خَيۡرُ ٱلرَّٰحِمِينَ﴾، يقول الله لأهل النار: ﴿فَٱتَّخَذۡتُمُوهُمۡ
سِخۡرِيًّا حَتَّىٰٓ أَنسَوۡكُمۡ ذِكۡرِي وَكُنتُم مِّنۡهُمۡ تَضۡحَكُونَ﴾ كنتم تسخرون منهم
في الدنيا، أما الآن فانظروا إلى العواقب: أنتم من أهل النار، وهم من أهل الجنة، ﴿إِنِّي جَزَيۡتُهُمُ ٱلۡيَوۡمَ
بِمَا صَبَرُوٓاْ﴾ على استهزائكم وسخريتكم في الدنيا، ﴿أَنَّهُمۡ هُمُ ٱلۡفَآئِزُونَ﴾ [المؤمنون: 111]،
أما هؤلاء ففي النار ﴿تَلۡفَحُ
وُجُوهَهُمُ ٱلنَّارُ وَهُمۡ فِيهَا كَٰلِحُونَ﴾ [المؤمنون: 104].
قوله: «وَيُشْبِهُ هَذَا مُنَاشَدَةَ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بَدْرٍ». الله جل وعلا وعد نبيه أن
ينصره، فلما تقابل المسلمون والكفار في واقعة بدر، وكان الكفار أكثر من المسلمين
وأقوى لجأ النبي صلى الله عليه وسلم إلى ربه بالدعاء والإلحاح يطلب منه النصر،
وقال: «اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا
وَعَدْتَنِي». توسل إلى الله بوعده سبحانه وتعالى، والله جل وعلا لا يخلف
وعده، فاستجاب الله له، ونصر المؤمنين على قلَّتهم، وخذل الكافرين على كثرتهم وقوتهم.
قوله: «وَكَذَلِكَ مَا فِي التَّوْرَاةِ
أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى غَضِبَ عَلَى بَنِي إسْرَائِيلَ فَجَعَلَ مُوسَى يَسْأَلُ
رَبَّهُ وَيَذْكُرُ مَا وَعَدَ بِهِ إبْرَاهِيمَ فَإِنَّهُ سَأَلَهُ بِسَابِقِ
وَعْدِهِ لِإِبْرَاهِيمَ». ما جاء في التوراة أن الله لما غضب على بني إسرائيل
بسبب تعنتهم وأفعالهم القبيحة مع موسى عليه السلام، وسوء أدبهم مع الله ورسوله،
فهم مغضوب عليهم، ويسمون «الأمة الغضبية»؛
لأنهم عصوا الله على علم وبصيرة، فموسى عليه السلام أخذته الشفقة بهم، فتوسل إلى
ربه عز وجل بما وعد الله به خليله إبراهيم، فالله جل وعلا إذا وعد فإنه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد