لا يخلف وعده، ولكن بشرط
أن يكون العبد صالحًا لإنجاز الوعد معه بأن يعمل الأسباب التي تقتضي إنجاز الوعد
من الله جل وعلا، فإن حصل تأخر للوعد، فإنما هو لخلل عند المخلوق.
قوله: «وَمِنْ السُّؤَالِ
بِالأَْعْمَالِ الصَّالِحَةِ سُؤَالُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ آَوَوْا إلَى غَارٍ».
سبق أن التوسل على قسمين: توسل ممنوع، وتوسل مشروع.
والتوسل المشروع أنواع:
النوع الأول: التوسل إلى الله بأسمائه وصفاته، قال تعالى: ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ
فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ﴾ [الأعراف: 180]، هذا توسل إلى الله بأسمائه وصفاته، كأن
تقول: يا رحمن ارحمني، يا غفور اغفر لي، يا رزاق ارزقني، وهكذا.
النوع الثاني: التوسل إلى الله بطلب الدعاء من الصالحين، كما كان
الصحابة يتوسلون إلى الله بدعاء نبيهم صلى الله عليه وسلم يوم أن كان حيًّا بين
أظهرهم، فلما مات توسل عمر بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم، بمعنى: أنه طلب
منه أن يدعو الله للمسلمين بالغيث، فالتوسل بدعاء الصالحين مشروع بشرط أن يكون
الداعي حاضرًا يسمع طلبك فتطلب منه، أما إن كان ميتًا أو غائبًا فلا تتوسل به؛
لأنه لا يمكن أن يسمعك، ولا يمكن أن يدعو وهو لا يسمع طلبك، فيُشترط في طلب الدعاء
من الصالحين أن يكونوا حاضرين يسمعون طلب من طلب منهم الدعاء، فلا يُطلب الدعاء من
الغائبين ولا الأموات.
النوع الثالث:
التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة؛ كما في قصة أصحاب الغار، وكما في الآيات
السابقة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد