شُفِّعَ مُحَمَّدٌ صلى
الله عليه وسلم حَدَّ لَهُ رَبُّهُ حَدًّا فَيُدْخِلُهُمْ الْجَنَّةَ وَذَلِكَ
بِحَسبِ مَا يَقُومُ بِقُلُوبِهِمْ مِنْ التَّوْحِيدِ وَالإِْيمَانِ.
وَذَكَرَ
صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ مَنْ سَأَلَ اللَّهَ لَهُ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ
عَلَيْهِ شَفَاعَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَبَيَّنَ أَنَّ شَفَاعَتَهُ تُنَالُ
بِاتِّبَاعِهِ بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ التَّوْحِيدِ وَالإِْيمَانِ وَبِالدُّعَاءِ
الَّذِي سَنَّ لَنَا أَنْ نَدْعُوَ لَهُ بِهِ.
**********
الشرح
قوله: «وَلَوْ قَالَ الرَّجُلُ
لِمُطَاعِ كَبِيرٍ:...». هذا مثال في المخلوقين، لو أتيت عند ملك من الملوك،
وقلت: أسألك بطاعة فلان لك، وانقياده لك، وخدمته لك، ومحبته لك. هذا مما يضحك
العقلاء، ما علاقتك أنت بفلان، وعمل فلان، وقربه من الملك، ومحبة الملك له؟ هذا
خاص به، وليس لك به سبب ولا علاقة، وكذلك لا تسأل الله بصلاح فلان أو تقواه؛ لأنك
لا علاقة لك بذلك.
قوله: «فَكَذَلِكَ إحْسَانُ اللَّهِ
إلَى هَؤُلاَءِ الْمُقَرَّبِينَ وَمَحَبَّتُهُ لَهُمْ وَتَعْظِيمُهُ
لأَِقْدَارِهِمْ مَعَ عِبَادَتِهِمْ لَهُ وَطَاعَتِهِمْ إيَّاهُ لَيْسَ فِي ذَلِكَ
مَا يُوجِبُ إجَابَةَ دُعَاءِ مَنْ يَسْأَلُ بِهِمْ». ليس هذا سببًا، ولا
علاقة لك بعمل غيرك، فلا تتكل على عمل غيرك، قال تعالى: ﴿يَوۡمَ يَفِرُّ
ٱلۡمَرۡءُ مِنۡ أَخِيهِ ٣٤وَأُمِّهِۦ وَأَبِيهِ ٣٥وَصَٰحِبَتِهِۦ وَبَنِيهِ ٣٦لِكُلِّ
ٱمۡرِيٕٖ مِّنۡهُمۡ يَوۡمَئِذٖ شَأۡنٞ يُغۡنِيهِ ٣٧﴾ [عبس: 34- 37]،
فليس لك إلا عملك، كما أنها لا تضرك إساءة من أساء، فلا تنفعك طاعة من أطاع، إنما
هذا له وعليه، قال تعالى: ﴿لَهَا مَا
كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾ [البقرة: 286].
قوله: «وَإِنَّمَا يُوجِبُ إجَابَةَ
دُعَائِهِ بِسَبَبِ مِنْهُ لِطَاعَتِهِ لَهُمْ». بسبب منه وهو طاعته وانقياده
لله، واستغفاره ودعائه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد