وقوله تعالى: ﴿وَلَا يَحۡزُنكَ ٱلَّذِينَ
يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡكُفۡرِۚ إِنَّهُمۡ لَن يَضُرُّواْ ٱللَّهَ شَيۡٔٗاۗ﴾ [آل عمران: 176]
إنما يضرون أنفسهم، ولو تسارعوا إلى الكفر وتسابقوا إليه فلن يضروا إلا أنفسهم،
وأما الله جل وعلا فلا يتضرر بذلك، فملكه تام سبحانه وتعالى، وغناه تام دون أعمال
العباد.
قال تعالى: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيۡتٖ
وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكٗا وَهُدٗى لِّلۡعَٰلَمِينَ ٩٦فِيهِ
ءَايَٰتُۢ بَيِّنَٰتٞ مَّقَامُ إِبۡرَٰهِيمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ وَلِلَّهِ
عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَيۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ
ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩٧﴾ [آل عمران: 96، 97]. أي:
لله على الناس حق أن يحجوا بيته كل سنة بالنسبة لعموم المسلمين، فحج البيت كل سنة
فرض كفاية، فلا يُترك الحج في بعض السنين من غير عذر شرعي، ولا بد أن يُحج البيت،
أما الحج الذي هو ركن من أركان الإسلام فهو على المستطيع مرة واحدة في العمر، وما
زاد فهو تطوع.
الشاهد في قوله: ﴿وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ أي: عن جميع العالم، فلن يضر الله كفرهم لو كفر الناس جميعًا، ولن يضروا الله شيئًا لو شكروه جميعًا، ولن يزيد ذلك في ملكه شيئًا؛ كما في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا» ([1]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2577).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد