قوله: «وَتَخَيُّلُ مِثْلِ هَذَا فِي
حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى مِنْ جَهْلِ الإِْنْسَانِ وَظُلْمِهِ». لأنه قاس
الخالق على المخلوق، فكما يجب للعباد حقوق على بعضهم، فهو يوجب على الخالق جل وعلا
من باب القياس، وهذا باطل، فالله جل وعلا لا يُقاس بخلقه.
قوله: «وَلِهَذَا بَيَّنَ سُبْحَانَهُ
أَنَّ عَمَلَ الإِْنْسَانِ يَعُودُ نَفْعُهُ عَلَيْهِ وَأَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ
عَنْ الْخَلْقِ». الإنسان لا يعمل لله؛ لأن الله غني عن عمل العباد وطاعتهم،
قال تعالى: ﴿إِن تَكۡفُرُوٓاْ
أَنتُمۡ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا فَإِنَّ ٱللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ﴾ [إبراهيم: 8]،
وإنما عملك الصالح لك، وعملك السيء عليك، قال تعالى: ﴿لَهَا مَا
كَسَبَتۡ وَعَلَيۡهَا مَا ٱكۡتَسَبَتۡۗ﴾ [البقرة: 286]، وقال جل
وعلا ﴿مَّنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا
فَلِنَفۡسِهِۦۖ وَمَنۡ أَسَآءَ فَعَلَيۡهَاۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّٰمٖ
لِّلۡعَبِيدِ﴾ [فصلت: 46]، فلا يظلم أهل العمل الصالح، ولا يظلم أهل
العمل السيء، بل يجازيهم بأعمالهم، فهو غني عن طاعة المطيعين، ولا تضره معصية
العاصين، وإنما هذا راجع إليهم، فلا تظن أن الله حينما أمر العباد بطاعته وعبادته
أنه سبحانه محتاج إلى هذا، وإنما هم المحتاجون إلى ذلك، وإلا فالله غني عنهم، قال
تعالى: ﴿إِن تَكۡفُرُواْ
فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمۡۖ وَلَا يَرۡضَىٰ لِعِبَادِهِ ٱلۡكُفۡرَۖ وَإِن
تَشۡكُرُواْ يَرۡضَهُ لَكُمۡۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ
إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَۚ إِنَّهُۥ
عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ﴾ [الزمر: 7]، فالأعمال لأصحابها خيرًا كانت أو شرًّا.
قوله تعالى ﴿وَمَن شَكَرَ
فَإِنَّمَا يَشۡكُرُ لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيّٞ كَرِيمٞ﴾ [النمل: 40] أي: من
شكر الله جل وعلا فإنما يشكر لنفسه ثواب ذلك له، ومن كفر فإن الله غني حميد، لا
يضره كفر الكافر والجاحد.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد