قوله: «وَالْمُلُوكُ وَسَادَةُ
الْعَبِيدِ مُحْتَاجُونَ إلَى غَيْرِهِمْ حَاجَةً ضَرُورِيَّةً». الملوك بحاجة
إلى غيرهم: يخدمونهم ويساعدونهم على أعمالهم؛ لأنهم بحاجة إلى المساعدين والوزراء،
أما الله جل وعلا فليس بحاجة إلى أحد، وهو غني عن خلقه أجمعين.
قوله: «ومِنْهَا: أَنَّ الرَّبَّ
تَعَالَى وَإِنْ كَانَ يُحِبُّ الأَْعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَيَرْضَى وَيَفْرَحُ
بِتَوْبَةِ التَّائِبِينَ فَهُوَ الَّذِي يَخْلُقُ ذَلِكَ وَيُيَسِّرُهُ».
الفرق الثاني: أن الله جل وعلا هو الذي يعطي هؤلاء الجاه والمال، ويوفقهم
للعبادة والصلاح، بخلاف الملوك، فإنهم لا يقدرون على أن يُعطوا أحدًا شيئًا، أو أن
يصلحوا قلبه، لا يقدرون على ذلك إلا بإقدار الله لهم، فما مع الملوك ليس هو من
عملهم دون توفيق الله جل وعلا.
قوله: «فَلَمْ يَحْصُلْ مَا يُحِبُّهُ
وَيَرْضَاهُ إلاَّ بِقُدْرَتِهِ وَمَشِيئَتِهِ. وَهَذَا ظَاهِرٌ عَلَى مَذْهَبِ
أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ الَّذِينَ يُقِرُّونَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ
الْمُنْعِمُ عَلَى عِبَادِهِ بِالإِْيمَانِ بِخِلاَفِ الْقَدَرِيَّةِ». بخلاف
القدرية الذين يقولون: إن العبد هو الذي يخلق فعل نفسه، وليس لله إرادة ولا تقدير
في عمله، وليس هناك قضاء وقدر، وهذا معروف من مذهب القدرية، من المعتزلة وغيرهم،
أما أهل السنة فمذهبهم أن الله جل وعلا هو الذي أقدر العباد وأعطاهم، ولا يكون شيء
في ملكه إلا ما يريد ويُقَدر سبحانه وتعالى.
قوله: «وَالْمَخْلُوقُ قَدْ يَحْصُلُ
لَهُ مَا يُحِبُّهُ بِفِعْلِ غَيْرِهِ». لا يفعله هو، بل بالإعانة ممن يعينه
من الناس، أما الله جل وعلا فليس بحاجة إلى فعل غيره، بل هو القادر سبحانه وتعالى
على كل شيء.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد