غَيْرُ ظَالِمٍ لَهُمْ. وَلَوْ رَحِمَهُمْ
لَكَانَتْ رَحْمَتُهُ لَهُمْ خَيْرًا مِنْ أَعْمَالِهِمْ». هذا الحديث واضح
في أن الله لو عذب أهل سماواته وأرضه بما فيهم الملائكة والرسل والأولياء
والصالحون، لم يكن ظالمًا لهم، فلو أنه أوقع عليهم عدله وحاسبهم على نعمه لعذبهم
وهو غير ظالم لهم؛ لأن عندهم تقصيرًا وأخطاء، ولا يقدرون على شكر نعم الله عز وجل،
قال تعالى: ﴿وَإِن تَعُدُّواْ
نِعۡمَتَ ٱللَّهِ لَا تُحۡصُوهَآۗ﴾ [إبراهيم: 34]، لا تحصيها عدًّا، فكيف تحصيها شكرًا؟
قارن بين عملك وبين نعم الله عليك، بل إن العمل نفسه نعمة من الله عليك،
فكان دخولهم الجنة إنما هو تكرم وتفضل منه سبحانه وتعالى، فلو عذبهم على نعمه،
وأجرى عليهم عدله لم يستحقوا شيئًا، وأعمالهم راحت مقابل أقل نعمة من نعمه، وتبقى
بقية النعم ليس عليها مقابل، وهذا عدل منه سبحانه، فلو عذبهم فهذا عدل منه سبحانه،
ولكن الله جل وعلا تفضل عليهم، فدخولهم الجنة بفضله سبحانه وتعالى لا بعدله، لو
أجرى العدل عليهم ما دخلوا الجنة؛ لأنهم لا يستحقون دخولها بما عندهم من الظلم
والمعاصي والتقصير والسيئات، وعدم شكر النعم، لو أن الإنسان أفنى حياته كلها في
عبادة الله ما قابلت أقل نعمة من نعم الله عليه، فالإنسان ينظر في هذا.
قوله: «وَمَنْ قَالَ: بَلْ لِلْمَخْلُوقِ عَلَى اللَّهِ حَقٌّ فَهُوَ صَحِيحٌ إذَا أَرَادَ بِهِ الْحَقَّ الَّذِي أَخْبَرَ اللَّهُ بِوُقُوعِهِ». نعم، للعباد حق على الله، قال صلى الله عليه وسلم: «وَحَقَّ العِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» ([1])، لكنه ليس حقًّا واجبًا عليه أوجبه عملهم، وإنما هو حق تفضل الله به عليهم، قال تعالى: ﴿وَكَانَ حَقًّا عَلَيۡنَا نَصۡرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [الروم: 47]،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2856)، ومسلم رقم (30).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد