×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

قوله: «وَإِذَا حُمِلَ عَلَى هَذَا الْمَعْنَى كَلاَمُ مَنْ تَوَسَّلَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَمَاتِهِ مِنْ السَّلَفِ - كَمَا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَعَنْ الإِْمَامِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ كَانَ هَذَا حَسَنًا». إذا توسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، وهو يريد التوسل باتباعه، والإيمان به وطاعته صلى الله عليه وسلم، فهذا صحيح، سواء كان النبي صلى الله عليه وسلم حيًّا أو ميتًا؛ لأنه تتوسل إلى الله بعمله لا بعمل غيره.

قوله: «وَحِينَئِذٍ فَلاَ يَكُونُ فِي الْمَسْأَلَةِ نِزَاعٌ». لأن هذا عملك، ولك أن تتوسل إلى الله بعملك، ومن أفضل الأعمال، أو هو أصل الأعمال محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، واتباعه، والإيمان به، وطاعته، وهذا الذي يُحمل عليه ما يُروى عن الإمام أحمد من جواز التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم، أنه أراد به التوسل بطاعته واتباعه والإيمان به.

قوله: «كَمَا نُقِلَ عَنْ بَعْضِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَعَنْ الإِْمَامِ أَحْمَدَ وَغَيْرِهِ». أي: أنهم يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، فيُحمل هذا على أنهم يتوسلون باتباعه، والإيمان به، وطاعته، وامتثال أمره، واجتناب نهيه، وهذا لا ينقطع بموت الرسول صلى الله عليه وسلم، بل هو مستمر إلى أن تقوم الساعة.


الشرح