يقع فيه كما يكره أن يقع
في النار، ومن بلغ هذه المرتبة فهو مؤمن بإذن الله.
قوله: «وَالْفَرْقُ بَيْنَ هَذَيْنِ
مِنْ أَعْظَمِ الأُْمُورِ». أي: الفرق بين المحبة الخالصة لله، والمحبة
المشتركة من أوضح الأمور، فمحبة الله جل وعلا وحده هذه توحيد، ومحبة الله مع محبة
غيره هذه شرك، وبين التوحيد والشرك فرق عظيم.
قوله: «فَيُحْمَلُ قَوْلُ الْقَائِلِ:
أَسْأَلُك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ: أَنِّي أَسْأَلُك
بِإِيمَانِي بِهِ وَبِمَحَبَّتِهِ وَأَتَوَسَّلُ إلَيْك بِإِيمَانِي بِهِ
وَمَحَبَّتِهِ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَقَدْ ذَكَرْتُمْ أَنَّ هَذَا جَائِزٌ بِلاَ
نِزَاعٍ». إذا كان المقصود أنه يتوسل بالنبي، بمعنى أنه يتوسل بإيمانه،
وباتباعه له، ومحبته له، فهذا من أفضل الأعمال، وهو توسل صحيح؛ لأنه من عملك، فأنت
تتوسل إلى الله بعملك الصالح، وهو محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته واتباعه
والإيمان به.
قوله: «قِيلَ: مَنْ أَرَادَ هَذَا
الْمَعْنَى فَهُوَ مُصِيبٌ فِي ذَلِكَ بِلاَ نِزَاعٍ». بلا نزاع بين أهل
العلم، أما من أراد التوسل بذات الرسول، فهذا من الإقسام على الله بمخلوق، ولا
يجوز الإقسام بالمخلوق على المخلوق، فكيف يجوز الإقسام على الله جل وعلا بالمخلوق؟
فإن كان قصده التوسل بذات الرسول، فهذا لا يجوز بلا نزاع بين أهل العلم،
أما إذا كان قصده التوسل بطاعته للرسول واتباعه والإيمان به، فهذا صحيح بلا نزاع.
وكذلك إذا كان قصده بالتوسل بعمل الرسول أو غيره من الصالحين، فهذا أيضًا
لا يجوز؛ لأنه ليس فيه عمل للمتوسل، وإنما هو عمل غيره.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد