من الأصنام، قال تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن
يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾ [البقرة: 165]،
يسوونهم بالله في المحبة، وهذا شرك أكبر والعياذ بالله.
قوله: «فَمَنْ أَحَبَّ مَخْلُوقًا كَمَا
يُحِبُّ الْخَالِقَ فَقَدْ جَعَلَهُ نِدًّا لِلَّهِ». لقوله تعالى: ﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن
يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادٗا﴾ أي: شركاء ﴿يُحِبُّونَهُمۡ كَحُبِّ ٱللَّهِۖ﴾، فجعلوهم أندادًا
لله في المحبة، وشركاء له في المحبة، وهذا شرك أكبر، ولولا أن المشركين يحبون
أصنامهم ما عبدوها، ولذلك يقاتلون دونها، ويبذلون دماءهم وأموالهم دون أصنامهم،
فدل على أنهم يحبونها حبًّا شديدًا والعياذ بالله. مثل ما ذكر الله عن بني
إسرائيل: ﴿وَأُشۡرِبُواْ فِي
قُلُوبِهِمُ ٱلۡعِجۡلَ﴾ [البقرة: 93]، أي: أحبوه - والعياذ بالله - محبة عبادة،
فلم يستطيعوا التخلص من ذلك، بل إنهم استمروا على محبة العجل.
قوله: «وَهَذِهِ الْمَحَبَّةُ تَضُرُّهُ
وَلاَ تَنْفَعُهُ». لأنها غير خالصة كالعبادة، فإذا عبد الله وعبد معه غيره،
فإن عبادته لا تنفعه؛ لأنها خالطها الشرك فبطلت، وكونه يصلي، ويصوم، ويحج، ويتصدق،
ولكنه يدعو الأموات، ويستغيث بالأضرحة، فهذا لا تنفعه صلاته ولا صيامه ولا حجه؛
لأنه أشرك بالله عز وجل، فبطل عمله والعياذ بالله.
قوله: «وَأَمَّا مَنْ كَانَ اللَّهُ تَعَالَى أَحَبَّ إلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُ وَأَحَبَّ أَنْبِيَاءَهُ وَعِبَادَهُ الصَّالِحِينَ لَهُ فَحُبُّهُ لِلَّهِ تَعَالَى هُوَ أَنْفَع الأَْشْيَاءِ». كقوله صلى الله عليه وسلم: «ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لاَ يُحِبُّهُ إِلاَّ لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ» ([1]). يعتبر الشرك نارًا فيكره أن
([1]) أخرجه: البخاري رقم (16)، ومسلم رقم (43).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد