بذات الشخص أو التوسل بدعائه وهو ميت، أو التوسل بصلاحه وعمله، وهذا لا دخل
للإنسان فيه، فهذه التوسلات كلها ممنوعة: التوسل بذاته، أو التوسل بدعائه
واستغفاره، أو التوسل بعمله وصلاحه.
قوله: «فَإِنْ قِيلَ: فَقَدْ يَقُولُ
الرَّجُلُ لِغَيْرِهِ بِحَقِّ الرَّحِمِ». الرحم يُسأل بها، قال جل وعلا: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ ٱلَّذِي
تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ﴾ [النساء: 1]، أي: اتقوا
الأرحام أن تقطعوها؛ لأن قطعية الرحم كبيرة من كبائر الذنوب، والسؤال بالرحم أن
تقول: بقرابتي منك يا فلان أن تعينني. هذا أمر لا بأس به بين الناس، يا ابن عمي،
يا أخي، يا خالي، يا جدي، يا فلان أنا قريبك، فتتوسل إليه بالقرابة، وتقول: أسألك
بحق الرحم. فالرحم لها حق بلا شك، والله جل وعلا جعل حق الرحم مع الحقوق العشرة،
قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾ [النساء: 36].
قوله تعالى: ﴿وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
ٱلَّذِي تَسَآءَلُونَ بِهِۦ وَٱلۡأَرۡحَامَۚ﴾ قوله صلى الله عليه
وسلم: «الرَّحِمُ شَجْنَةٌ مِنْ
الرَّحْمَنِ مَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ...». الشجنة: العلاقة، فهي علاقة
بين الناس، وهي من الرحمن سبحانه وتعالى، بمعنى: أنه هو الذي خلق الأرحام
والقرابات، وأوجب التواصل بها.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «لَمَّا
خَلَقَ اللَّهُ الرَّحِمَ تَعَلَّقَتْ بِحَقْوَيْ الرَّحْمَنِ...». الحقوين:
تثنية الحقو، وهو الخاصرة، أو معقد الإزار من الإنسان، هذا بالنسبة للإنسان، أما
الله جل وعلا فنحن نؤمن بما جاء من أوصافه، لكن لا نكيفها، ولا نقيسها على
الإنسان، نؤمن بها كما يليق بالله سبحانه وتعالى صفة ذاتية، مثل: الوجه واليد،
ولكنها لا تُقاس بصفات المخلوقين.
الصفحة 3 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد