النَّبِيِّ صلى الله عليه
وسلم فِي ذَلِكَ كُلُّهُ ضَعِيفٌ بَلْ مَوْضُوعٌ. وَلَيْسَ عَنْهُ حَدِيثٌ ثَابِتٌ
قَدْ يُظَنُّ أَنَّ لَهُمْ فِيهِ حُجَّةً إلاَّ حَدِيثَ الأَْعْمَى الَّذِي
عَلَّمَهُ أَنْ يَقُولَ: «أَسْأَلُك وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك مُحَمَّدٍ
نَبِيِّ الرَّحْمَةِ» ([1]).
وَحَدِيثُ
الأَْعْمَى لاَ حُجَّةَ لَهُمْ فِيهِ فَإِنَّهُ صَرِيحٌ فِي أَنَّهُ إنَّمَا
تَوَسَّلَ بِدُعَاءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَشَفَاعَتِهِ وَهُوَ طَلَبٌ
مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الدُّعَاءَ وَقَدْ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ».
وَلِهَذَا
رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ لَمَّا دَعَا لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
وَكَانَ ذَلِكَ مِمَّا يُعَدُّ مِنْ آيَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. وَلَوْ
تَوَسَّلَ غَيْرُهُ مِنْ الْعُمْيَانِ الَّذِينَ لَمْ يَدْعُ لَهُمْ النَّبِيُّ
صلى الله عليه وسلم بِالسُّؤَالِ بِهِ لَمْ تَكُنْ حَالُهُمْ كَحَالِهِ.
**********
الشرح
يقول الله جل وعلا: «أَنَا
الرَّحْمَنُ». هذا من أسمائه سبحانه، ومن صفاته الرحمة، فالرحمن اسمه، و
الرحمة صفته سبحانه وتعالى، والرحم مشتق من الرحمن، «خَلَقْت الرَّحِمَ وَشَقَقْت لَهَا اسْمًا مِنْ اسْمِي»؛ لأنه يكون
بين الأقارب تراحم وتواصل فيما بينهم بموجب الرحمة.
قوله: «وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ كَانَ إذَا سَأَلَهُ ابْنُ أَخِيهِ بِحَقِّ جَعْفَرٍ أَبِيهِ أَعْطَاهُ لِحَقِّ جَعْفَرٍ عَلَى عَلِيٍّ». جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه أخو علي بن أبي طالب استُشهد في واقعة مؤتة رضي الله عنه، وكان ابنه عبد الله بن جعفر يسأل عمه علي بن أبي طالب بحق الرحم، أي: بحق أبيه جعفر، فعلي رضي الله عنه يجيبه، فدل على أن السؤال بالرحم جائز؛ لِمَا للرحم من الحق والتعظيم والتوقير.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (3578)، وابن ماجه رقم (1385).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد