قوله: «وَحَقُّ ذِي الرَّحِمِ بَاقٍ
بَعْدَ مَوْتِهِ». الرحم لا تنقطع بالموت، وصلة الرحم ممتدة بعد الموت
بالدعاء، والصدقة، والإحسان إلى أولاده، وإلى من يتصلون بالميت.
قوله: «كَمَا فِي الْحَدِيثِ أَنَّ
رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ
أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ قَالَ: «نَعَمْ الدُّعَاءُ لَهُمَا
وَالاِسْتِغْفَارُ لَهُمَا وَإِنْفَاذُ وَعْدِهِمَا مَنْ بَعْدِهِمَا وَصِلَةُ
رَحِمِك الَّتِي لاَ رَحِمَ لَك إلاَّ مِنْ قِبَلِهِمَا». الرحم لا تنتهي
بالموت، ولذلك لما سأل هذا الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هَلْ بَقِيَ مِنْ بِرِّ أَبَوَيَّ شَيْءٌ
أَبَرُّهُمَا بِهِ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟»، قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ». أي: البر باق لا ينقطع بموت
الوالدين، وحق الوالدين معلوم أنه أعلى حقوق الأرحام، ويأتي بعد حق الله جل وعلا،
قال تعالى: ﴿وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ
وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا﴾ [النساء: 36]،
وقال: ﴿وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا
تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ﴾ [الإسراء: 23]،
والإحسان إلى الوالدين لا ينقطع بالموت، فتُحسن إليهما وهما ميتان، وذلك بالدعاء
لهما، والاستغفار لهما، والصدقة عنهما.
ومحل الشاهد: صلة الرحم التي تربطك بهما، كإخوانك، وأخواتك،
وأعمامك، وعماتك، وأخوالك، وخالاتك، وجداتك، والرحم ترتبط بأحد أبويك، إما الأب
وإما الأم، فالأعمام والعمات، والإخوة والأخوات يرتبطون بالأب، وأما الأخوال
والخالات والإخوة لأم، فهؤلاء يرتبطون بالأم.
قوله: «وَفِي الْحَدِيثِ الآْخَرِ
حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ: «مِنْ أَبَرَّ الْبِرِّ أَنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أَهْلَ وُدِّ
أَبِيهِ بَعْدَ أَنْ يُوَلِّيَ»». كذلك من بر الوالدين أن تكرم صديقهما ولو لم
يكن من الأقارب، بل لأن والدك كان يحبه في حياته، فأنت تحب من يحب والدك، فهذا باق
أيضًا من بر الوالدين.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد