قوله: «وَاَلَّذِي قَالَهُ أَبُو
حَنِيفَةَ وَأَصْحَابُهُ وَغَيْرُهُمْ مِنْ الْعُلَمَاءِ -مِنْ أَنَّهُ لاَ
يَجُوزُ أَنْ يُسْأَلَ اللَّهُ تَعَالَى بِمَخْلُوقِ: لاَ بِحَقِّ الأَْنْبِيَاءِ
وَلاَ غَيْرِ ذَلِكَ - يَتَضَمَّنُ شَيْئَيْنِ كَمَا تَقَدَّمَ». ذكر أنه ثبت
عن أبي حنيفة رحمه الله أنه لا يُسأل الله بمخلوق، فهذا له معنى يبينه الشيخ، وقد
بينه فيما سبق.
قوله: «أَحَدُهُمَا: الإِْقْسَامُ عَلَى
اللَّهِ سبحانه وتعالى بِهِ وَهَذَا مَنْهِيٌّ عَنْهُ عِنْدَ جَمَاهِيرِ
الْعُلَمَاءِ كَمَا تَقَدَّمَ». الإقسام على الله كأن تقول: أسألك بفلان،
أسألك بنبيك، أسألك بفلان وليك، والباء باء القسم، فإذا كان لا يجوز أن تُقسم على
المخلوق بالمخلوق، فكيف تقسم على الخالق جل وعلا بالمخلوق؟ هذا وجه من وجوه كون
الإمام أبي حنيفة رحمه الله أنكر سؤال الله بالمخلوق.
قوله: «كَمَا يُنْهَى أَنْ يُقْسَمَ
عَلَى اللَّهِ بِالْكَعْبَةِ وَالْمَشَاعِرِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ». لا
يجوز الإقسام على الله بالمخلوق، ولو كان هذا المخلوق معظمًا عند الله، كالكعبة
المشرفة بيت الله عز وجل، وعرفة، ومنى، ومزدلفة والمشاعر، وكذلك الرسول صلى الله
عليه وسلم، الرسل كلهم لهم مقام عند الله، ولهم جاه عند الله ولكن لا يجوز الإقسام
على الله بهم.
قوله: «والثَّانِي: السُّؤَالُ بِهِ
فَهَذَا يُجَوِّزُهُ طَائِفَةٌ مِنْ النَّاسِ». هذا كما سبق: السؤال بفلان إن
كان قصده السؤال بعمله، وصلاحه، فهذا لا يجوز، وإن كان قصده لمحبته، والإيمان به،
واتباعه إذا كان من الصالحين والأتقياء، فهو يحبه لصلاحه، ويقتدي به في صلاحه،
فهذا عمل الإنسان، ويجوز أن يتوسل إلى الله به.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد