قوله: «وَنُقِلَ فِي ذَلِكَ آثَارٌ
عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ وَهُوَ مَوْجُودٌ فِي دُعَاءِ كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ لَكِنْ
مَا رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ كُلُّهُ ضَعِيفٌ بَلْ
مَوْضُوعٌ». موجود في كلام كثير من الناس، ولكن الشأن بالدليل، يقول الشيخ: لا
دليل عليه، ولم يثبت فيه دليل، وكل ما رُوي فيه فهو ضعيف، بل موضوع مكذوب.
قوله: «وَلَيْسَ عَنْهُ حَدِيثٌ ثَابِتٌ
قَدْ يُظَنُّ أَنَّ لَهُمْ فِيهِ حُجَّةً إلاَّ حَدِيثَ الأَْعْمَى». الأعمى
الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يدعو الله له أن يرد عليه
بصره، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتوضأ، ويصلي، ويدعو الله أن يشفع فيه
نبيه صلى الله عليه وسلم؛ ليرد عليه بصره. فهذا الرجل إنما طلب من الرسول أن يدعو
له، وطلب الدعاء من الحي - سواء كان نبيًّا أو غيره - مشروع، فيجوز أن تطلب من
الحي الحاضر أن يدعو الله لك برد بصرك، أو قضاء حاجتك، أو أن يرزقك الولد، هذا
مشروع لا بأس به، وهذا الذي حصل من الأعمى، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم حيًّا،
فطلب منه أن يدعو الله له أن يرد عليه بصره.
وقوله: «أَسْأَلُك
وَأَتَوَجَّهُ إلَيْك بِنَبِيِّك». ليس معناه أن يتوجه إليه بذات النبي صلى
الله عليه وسلم، أو بحق النبي، وإنما بدعائه صلى الله عليه وسلم له أن يرد الله
عليه بصره، والذي يفسر هذا هو أول الحديث أن الأعمى طلب من النبي صلى الله عليه
وسلم أن يدعو له أن يرد عليه بصره، فالتوجه والشفاعة هي الدعاء.
وقوله: «وَهُوَ طَلَبٌ مِنْ
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الدُّعَاءَ». هذا هو؛ لأن الأعمى طلب من النبي
صلى الله عليه وسلم أن يدعو له.
قوله: «وَقَدْ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى
الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: «اللَّهُمَّ شَفِّعْهُ فِيَّ». أي: اقبل دعاء
نبيك فيَّ أن يرد عليَّ بصري، والدعاء شفاعة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد