الرسول صلى الله عليه وسلم،
وألا يشتغل به إلا من هو متخصص من المحدثين المشهود لهم بأنهم من أهل الحديث
حقًّا، كما أنه لا يجوز العبث بكلام العلماء، واحتقار كلامهم، إلا إذا كان خطأ،
فيُبين، ولكن من غير تنقص لهم، وأنا أقص العلماء المتبعين للرسول صلى الله عليه
وسلم إذا أخطأوا، أما علماء الضلال فلا حرمة لهم.
قال الله جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَغُضُّونَ أَصۡوَٰتَهُمۡ عِندَ رَسُولِ ٱللَّهِ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ ٱمۡتَحَنَ
ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡ لِلتَّقۡوَىٰۚ﴾ [الحجرات: 3]، فيغض الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم
حيًّا وميتًا، فإذا سلمت عليه صلى الله عليه وسلم، فلتقف بأدب، ولا ترفع صوتك
بالسلام عليه، وأشد من ذلك التوسل به، أو الإشراك به، وطلب الحاجات منه، فإن هذا
إساءة أدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا تدع الله عند القبر، وإذا أردت أن
تدعو فاستقبل القبلة وادع في المسجد، هذا هو الأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم،
وأنت لم تأته لأجل طلب الحوائج منه، وإنما جئته زائرًا مسلِّمًا فقط، ولا ترفع
صوتك عنده حيًّا وميتًا.
وكذلك حينما تقرأ الأحاديث، أو تسمعها من القارئ، أو من الإذاعة، فإنك
تحترمها، وتستكين عندها، وتجلها، وتعظمها؛ لأنها كلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله: «وَذُكِرَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ
سُئِلَ عَنْ أَيُّوبَ السختياني فَقَالَ: مَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ أَحَدٍ إلاَّ
وَأَيُّوبُ أَفْضَلُ مِنْهُ». ما السبب؟ قال: «وَحَجَّ حَجَّتَيْنِ» يعني: أيوب، «فَكُنْت أَرْمُقُهُ فَلاَ أَسْمَعُ مِنْهُ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ إذَا
ذُكِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بَكَى حَتَّى أَرْحَمَهُ فَلَمَّا رَأَيْت
مِنْهُ مَا رَأَيْت وَإِجْلاَلَهُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَتَبْت عَنْهُ».
روى عنه مالك لمَّا رأى من أدبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه إذا ذُكر
الرسول صلى الله عليه وسلم بكى، فعرف أنه يعظمه، ويعظم أحاديثه، فلا يمكن أن يحدث
عنه بحديث غير ثابت عنه صلى الله عليه وسلم.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد