نصيب في المسجد النبوي؛
لأن إقامتهم محدودة، فيغتنموا الفرصة، ويصلون النوافل وقيام الليل في المسجد
النبوي.
قوله: «فَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ
وَأَصْحَابِهِ وَمَا نَقَلُوهُ عَنْ الصَّحَابَةِ يُبَيِّنُ أَنَّهُمْ لَمْ
يَقْصِدُوا الْقَبْرَ إلاَّ لِلسَّلاَمِ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
وَالدُّعَاءِ لَهُ». هذا نتيجة ما سبق من إيراد الآثار والأقوال، كل هذا يدل
على أنهم إنما يذهبون إلى القبر للسلام فقط، ولا يذهبون إليه للدعاء عنده، هذا هو
هدى السلف الصالح.
قوله: «وَقَدْ كَرِهَ مَالِكٌ إطَالَةَ
الْقِيَامِ لِذَلِكَ». أي: كره مالك إطالة القيام عند السلام على الرسول صلى
الله عليه وسلم؛ لأن السلام لا يستدعي إطالة قيام، فيسلم ويمشي، أما القيام للدعاء
فلا يجوز.
قوله: «وَكَرِهَ أَنْ يَفْعَلَهُ أَهْلُ
الْمَدِينَةِ كُلَّمَا دَخَلُوا الْمَسْجِدَ وَخَرَجُوا مِنْهُ». سبق أن أهل
المدينة لا يسلمون على الرسول صلى الله عليه وسلم كلما دخلوا وخرجوا، وإنما إذا
قدموا من سفر أو أرادوا السفر فقط.
قوله: «فَأَمَّا إذَا قَصَدَ الرَّجُلُ
الدُّعَاءَ لِنَفْسِهِ...». هذا المأثور عن السلف أنهم لا يقفون عند القبر
للدعاء لأنفسهم، ولا يطيلون القيام عند القبر للسلام على النبي صلى الله عليه وسلم،
بل يسلمون وينصرفون، هذه هي السنة، وهذا هو الذي تَسْلم به عقيدة المسلم.
الصفحة 6 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد