×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

وَعَلَى هَذَا الْحَدِيثِ اعْتَمَدَ الأَْئِمَّةُ فِي السَّلاَمِ عَلَيْهِ عِنْدَ قَبْرِهِ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِ.

فَإِنَّ أَحَادِيثَ زِيَارَةِ قَبْرِهِ كُلُّهَا ضَعِيفَةٌ لاَ يُعْتَمَدُ عَلَى شَيْءٍ مِنْهَا فِي الدِّينِ. وَلِهَذَا لَمْ يَرْوِ أَهْلُ الصِّحَاحِ وَالسُّنَنِ شَيْئًا مِنْهَا وَإِنَّمَا يَرْوِيهَا مَنْ يَرْوِي الضِّعَافَ كالدارقطني وَالْبَزَّارِ وَغَيْرِهِمَا.

**********

الشرح

قوله: «وَأَمَّا دُعَاءُ الرَّسُولِ وَطَلَبُ الْحَوَائِجِ مِنْهُ». هذا شرك، إذا كانت إطالة القيام عند القبر، ودعاء الله جل وعلا عند القبر ممنوع؛ لأنه وسيلة إلى الشرك، فكيف بالشرك نفسه؟ وهو أن يطلب من الرسول صلى الله عليه وسلم مغفرة الذنوب، وقضاء الحاجات، وتفريج الكربات، مثل ما يفعله الجهال أو الضلال الذين يريدون نشر الخرافات بين الناس. ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى، وسائر المساجد في الأرض يجب أن تُنزه عن البدع والخرافات ووسائل الشرك.

قوله: «وَطَلَبُ شَفَاعَتِهِ عِنْدَ قَبْرِهِ أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِ فَهَذَا لَمْ يَفْعَلْهُ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ». لم يطلبوا منه الحوائج، بل إذا أجدبوا كانوا لا يذهبون لقبره، ويقولون: استسق لنا. وإذا احتاجوا إلى مسألة نزلت بهم لا يذهبون يستفتون الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما يستفتون العلماء، وقد كانوا يستفتونه صلى الله عليه وسلم وهو حي، وأما بعد موته فلم يكونوا يستفتونه، وكانوا يطلبون منه الدعاء والاستغفار لهم وهو حي، أما بعد موته فلم يفعلوا ذلك أبدًا.

«وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَوْ كَانَ قَصْدُ الدُّعَاءِ عِنْدَ الْقَبْرِ مَشْرُوعًا لَفَعَلَهُ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ». لأنهم أعلم بما يُشرع وما يُمنع؛ لقربهم من الرسول صلى الله عليه وسلم، وتلقيهم عنه العلم، فلم يكونوا يفعلون هذا عند القبر أبدًا.


الشرح