قوله: «وَكَذَلِكَ السُّؤَالُ بِهِ
فَكَيْفَ بِدُعَائِهِ وَسُؤَالِهِ بَعْدَ مَوْتِهِ؟». السؤال به يعني: التوسل
به صلى الله عليه وسلم، وسبق أنه لا يجوز التوسل بمخلوق، وإنما التوسل يكون بأسماء
الله وصفاته، وبالأعمال الصالحة، وبطلب الدعاء من الصالحين الأحياء الحاضرين، هذا
التوسل المشروع، أما التوسل بالأموات فممنوع، لا بالنبي صلى الله عليه وسلم ولا
بغيره.
قوله: «فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ مَا
فِي الْحِكَايَةِ الْمُنْقَطِعَةِ». رجع بعد طول الكلام إلى الأصل، وهو هذه
الحكاية، «فَدَلَّ ذَلِكَ» أي: كل ما
ذكره الشيخ في هذه الأوراق الكثيرة نتيجة ذلك.
قوله: «مِنْ قَوْلِهِ: «أَسْتَقْبِلْهُ وَاسْتَشْفِعْ بِهِ» كَذِبٌ عَلَى
مَالِكٍ». كذب على مالك رحمه الله؛ لأن ما نُقل عنه كثير جدًّا في أنه لا يقف عند
القبر، بل إنه كره أن يقول الرجل: زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأن هذا لفظ
لم يرد.
قوله: «فَإِنَّ هَذَا كُلَّهُ مِنْ
فِعْلِ النَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ وَمَنْ ضَاهَاهُمْ مِنْ
مُبْتَدِعَةِ هَذِهِ الأُْمَّةِ». الميت لا يُطلب منه شيء، وكذلك الغائب ولو
كان حيًّا لا يُستنجد به، لا الملائكة ولا الصالحون ولا غيرهم، إنما تُطلب الحوائج
من الحي الحاضر فيما يقدر عليه؛ كما قال جل وعلا عن موسى عليه السلام: ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ ٱلَّذِي مِن
شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ﴾ [القصص: 15]، فيجوز
طلب الحاجة التي يقدر عليها الإنسان إذا كان حاضرًا عند الطالب، أما الطلب من
الأموات والغائبين من الملائكة والجن أو الناس، فلا يجوز.
قوله: «لَيْسَ هَذَا مِنْ فِعْلِ
السَّابِقِينَ الأَْوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَْنْصَارِ وَاَلَّذِينَ
اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانِ وَلاَ مِمَّا أَمَرَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ
الْمُسْلِمِينَ». العبرة ليست بأفعال الناس ولو كثرت، فإنها لا يُحتج بها،
وإنما يُحتج
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد