بالكتاب والسنة، وما يفعله
سلف هذه الأمة، ولا يُقال: هذا عمل الناس. إذا لم يكن عليه دليل من الكتاب أو
السنة، أو هدي السلف الصالح.
قوله: «وَإِنْ كَانُوا يُسَلِّمُونَ
عَلَيْهِ إذْ كَانَ يَسْمَعُ السَّلاَمَ عَلَيْهِ مِنْ الْقَرِيبِ وَيُبَلَّغُ
سَلاَمَ الْبَعِيدِ». الرسول صلى الله عليه وسلم يُصلي ويُسلم عليه بعد موته
كما كان ذلك قبل موته؛ لأنه قبل موته يسمع من يسلم عليه ويرد السلام، ويسمع من
يسأله ويجيبه، وكذلك بعد موته يُسلم عليه، فإن كان المسلم قريبًا منه رد الله على
النبي صلى الله عليه وسلم روحه عليه حتى يرد السلام، وإن كان بعيدًا عن الرسول صلى
الله عليه وسلم فإن الله وكل من الملائكة من يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم سلام
المسلمين عليه، فقال صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا
عَلَيَّ حَيْثُ كُنْتُمْ فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ تَبْلُغُنِي» ([1])، فلا حاجة أن تسافر
وتقول: أريد أن أصلي وأسلم على الرسول وإنما صلِّ عليه في أي مكان، وسلم عليه في
أي مكان، وسيبلغه هذا.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إلاَّ رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عليه السَّلام». رد الروح إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في القبر من الحياة البرزخية التي لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى، وليست كحياته في الدنيا أو على وجه الأرض، والله أخبر أن الشهداء أحياء في قبورهم، والأنبياء أعلى من الشهداء، فهم أحياء في قبورهم عليهم الصلاة والسلام، وكذلك كل ميت حينما يوضع في قبره تُرد روحه في جسده، ويقعد، ويأتيه ملكان ويسألانه ([2]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2042)، وأحمد رقم (8804).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد