هذا هو الذي عليه
المسلمون. أما الخرافيون فإنهم عملوا أشياء لا تليق بمقام الرسول صلى الله عليه
وسلم بعد موته، وطلبوا منه أشياء لا تُطلب منه، وإنما تُطلب من الله جل وعلا الحي
الذي لا يموت، أما الميت فلا يُطلب منه شيء لا الأنبياء، ولا الأولياء ولا غيرهم.
قوله: «لَيْسَ مَشْرُوعًا عِنْدَ أَحَدٍ
مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ». عمومًا، وأما أنه عند الخرافيين فمشروع،
وهؤلاء لا عبرة بهم، إنما العبرة بأئمة المسلمين، لا أحد منهم يقول بجواز أن يؤتى
عند القبر، ويُدعى الله عند القبر، ويُطلب من الرسول الشفاعة، هذا لا أصل له في
دين الإسلام، فكيف ينسب للإمام مالك أنه قال لأبي جعفر أن يتوجه إلى الرسول صلى
الله عليه وسلم، ويطلب منه الشفاعة والوسيلة؛ لأنه وسيلته ووسيلة آدم؟! هذا كله من
الخرافات، لا يقول ذلك مالك ولا غيره من أئمة الإسلام. ومالك رحمه الله من أشد
الناس حفاظًا على العقيدة والتوحيد والاتباع والاقتداء.
قوله: «وَلاَ ذَكَرَ هَذَا أَحَدٌ مِنْ
الأَْئِمَّةِ الأَْرْبَعَةِ وَأَصْحَابِهِ الْقُدَمَاءِ وَإِنَّمَا ذَكَرَ هَذَا
بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ». الأئمة الأربعة: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي،
وأحمد، هؤلاء هم الأئمة الأربعة الذين بقيت مذاهبهم، وأتباعهم القدامى الذين
يسيرون على منهجهم، لم يذكروا هذا، أما المتأخرون من أتباع المذاهب الأربعة قد
يكون عند بعضهم شيء من الخرافات، ولا ينفعهم كونهم ينتسبون إلى الأئمة، ولا عبرة
بذلك، ولا يُقال: هذا قول الحنابلة، أو هذا قول الحنفية أو المالكية، وإنما هذا
قول المتأخرين أما أصحاب المذاهب المعروفين، أما أئمة المذاهب فلا يمكن أن يقولوا
هذا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد