قوله: «ذَكَرُوا حِكَايَةً عَنْ العتبي».
انتهى من الحكاية المنسوبة إلى مالك، وأطال فيها رحمه الله، ثم ذكر الحكاية
الثانية التي يتعلقون بها، والخرافيون يتعلقون إما بالحكايات، وإما بالأدلة
الضعيفة أو الموضوعة، وإما بالمنامات والرؤى، وإما بحصول الشيء الذي طلبوه، وهو من
باب الاستدراج لهم، لا من باب تصويبهم في ذلك، فهذه عمدتهم:
إما بحكايات لا يُستند عليها، ولا أصل لها، ولو ثبتت لم تكن حجة، إنما
الحجة في الكتاب والسنة.
وإما أحاديث لا يُحتج بها؛ لأنها موضوعة أو ضعيفة شديدة الضعف.
وإما منامات ورؤى، رُئي فلان في محل كذا، وفلان رآه فلان، وقال له: كذا
وكذا، والرؤى لا يُعتمد عليها، ولا يؤسس عليها أحكام شرعية.
وإما أن يقولوا: فلان دعا واستجيب له، فيستدلون بحصول المطلوب، وهذا ليس
دليلاً، فقد يحصل المطلوب من باب الاستدراج للشخص، وقد يوافق قضاءً وقدرًا، وقد
يكون السائل مضطرًا، والله جل وعلا يجيب المضطر إذا دعاه، فحصول الشيء ليس دليلاً
على جوازه أبدًا.
قوله: «ذَكَرُوا حِكَايَةً عَنْ العتبي».
العتبي مجهول، هذا أول شيء. ثانيًا: يقول: «كنت
جالسًا عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم فجاء أعرابي». هل يجوز الجلوس عند
قبر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهو يقول: «لاَ
تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا»؟ لا يجوز الجلوس عند قبر النبي، وإنما يمر
مُسلِّمًا ويذهب.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد