قوله: «وَمَا أَحْسَنَ مَا قَالَ
مَالِكٌ: لاَ يُصْلِحُ آخِرَ هَذِهِ الأُْمَّةِ إلاَّ مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا».
إذا كان أول هذه الأمة لا يأتون إلى القبر يطلبون من الرسول الدعاء أو الاستغفار،
فلا يُصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.
قوله: «قَالَ: وَلَمْ يَبْلُغْنِي عَنْ
أَوَّلِ هَذِهِ الأُْمَّةِ وَصَدْرِهَا أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ».
يقول مالك رحمه الله: لم يبلغني عن صدر هذه الأمة أنهم كانوا يفعلون ذلك، أي:
يأتون عند القبر يدعو الله جل وعلا، أو يطلبون من الرسول صلى الله عليه وسلم أن
يدعو لهم، فهذا أمر مبتدع لا يجوز.
قوله: «فَمِثْلُ هَذَا الإِْمَامِ
كَيْفَ يَشْرَعُ دِينًا لَمْ يُنْقَلْ عَنْ أَحَدِ السَّلَفِ؟». رجع إلى أصل
القصة مع أبي جعفر المنصور، فإذا كان هذا الإمام الجليل مالك بن أنس رحمه الله
بهذه المثابة، ويقول: «لاَ يُصْلِحُ آخِرَ
هَذِهِ الأُْمَّةِ إلاَّ مَا أَصْلَحَ أَوَّلَهَا». ويقول: «وَلَمْ يَبْلُغْنِي عَنْ أَوَّلِ هَذِهِ
الأُْمَّةِ وَصَدْرِهَا أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَ ذَلِكَ»، فكيف يقول
لأبي جعفر المنصور: «وَلِمَ تَصْرِفُ
وَجْهَك عَنْهُ وَهُوَ وَسِيلَتُك وَوَسِيلَةُ أَبِيك آدَمَ».
قوله: «وَيَأْمُرُ الأُْمَّةَ أَنْ
يَطْلُبُوا الدُّعَاءَ وَالشَّفَاعَةَ وَالاِسْتِغْفَارَ بَعْدَ مَوْتِ
الأَْنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ مِنْهُمْ عِنْدَ قُبُورِهِمْ». لا يمكن أن
يقول الإمام مالك هذا أبدًا، فهو من أبعد الناس عن هذا، فدل على أن هذه الحكاية
مكذوبة.
الصفحة 6 / 690
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد