وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ
لُغَةَ الصَّحَابَةِ الَّتِي كَانُوا يَتَخَاطَبُونَ بِهَا وَيُخَاطِبُهُمْ بِهَا
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَعَادَتَهُمْ فِي الْكَلاَمِ وَإِلاَّ حَرَّفَ
الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ.
**********
الشرح
قوله: «وَلَكِنَّ هَذَا اللَّفْظَ
الَّذِي فِي الْحِكَايَةِ يُشْبِهُ لَفْظَ كَثِيرٍ مِنْ الْعَامَّةِ الَّذِينَ
يَسْتَعْمِلُونَ لَفْظَ الشَّفَاعَةِ فِي مَعْنَى التَّوَسُّلِ». أي: هؤلاء
الجهال أو المخرفون لا يفرقون بين الشفاعة والتوسل، الشفاعة ثابتة، ولكنها تُطلب
من الحي الحاضر، ولا تُطلب من الغائب أو من الميت، أما التوسل بذوات الأشخاص أو
بأعمالهم أو بصلاحهم، فلم يثبت أبدًا.
قوله: «وَيَقُولُونَ لِمَنْ تَوَسَّلَ
فِي دُعَائِهِ بِنَبِيِّ أَوْ غَيْرِهِ: قَدْ تَشَفَّعَ بِهِ». فرق بين
الشفاعة والتوسل، الشفاعة ثابتة بشروطها، كما ذكر الله جل وعلا، وأما التوسل
بالأشخاص فلا أصل له، وهو من التوسل الممنوع، أما التوسل المشروع، فإنما يكون
بأسماء الله وصفاته، أو بأعمال العبد التي تقرب بها إلى الله، فيسأل الله بها، أو
بدعاء الرجل الصالح فيطلب منه أن يدعو الله له وهو حاضر عنده، هذا التوسل المشروع،
ولا يُسمى هذا توسلاً بالأشخاص، وإنما هو بالأعمال الصالحة، أو بدعاء من الصالحين
أو شفاعتهم عند الله له، هذا هو المطلوب.
وقولهم لمن توسل: «قَدْ تَشَفَّعَ
بِهِ» هذا غلط، لا يجوز أن يُسمى التوسل شفاعة أبدًا، فالتوسل بالأشخاص لا
يجوز، أما طلب الشفاعة من الأشخاص الصالحين الحاضرين - ومعناه طلب الدعاء منهم -
فهذا مشروع.
قوله: «مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونَ الْمُسْتَشْفَعُ
بِهِ شَفَعَ لَهُ وَلاَ دَعَا لَهُ، بَلْ وَقَدْ يَكُونُ غَائِبًا لَمْ يَسْمَعْ
كَلاَمَهُ وَلاَ شَفَعَ لَهُ». كيف يُقال: إنه تشفع به،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد